استثمار النجف: وضعنا حداً للمضاربة بالوحدات السكنية

اقتصادية 2024/06/12
...

 النجف الأشرف : حسين الكعبي

شهدت سوق العقارات في النجف صعوداً هائلاً في الأسعار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة ، وقد شمل هذا الصعود جميع أنواع العقارات كالأراضي والمنازل والوحدات السكنية ضمن المجمَّعات السكنية الاستثمارية، فيما تتحدث هيئة الاستثمار عن وضع ضوابط عدة للحد من المضاربة بالوحدات السكنية في المجمعات.
ويقول أبو أحمد وهو صاحب مكتب للوساطة العقارية في المحافظة،: «لا يخفى أن المتاجرة بالعقارات هي من أضمن أنواع التجارة وأكثرها ربحاً ، إلا أن الصعود المفاجئ في الأسعار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة لم يكن متوقعاً» . مشيراً إلى أن صعود أسعار العقارات بدأ قبل عدة أعوام ، بالتزامن مع انطلاق مبادرة السكن إلا أن توقف المبادرة قبل عامين تقريباً أدى إلى فتور نسبي في سوق العقارات ، لتعاود الصعود خلال الأشهر القليلة الماضية .
وعن أسعار العقارات خلال هذه الفترة ، ذكر أبو أحمد «على سبيل المثال المناطق التي كان سعر متر الأرض فيها لا يتجاوز 750 ألف دينار ارتفع ليصل إلى نحو مليون و 250 ألف دينار ، أما المناطق التي كان سعر المتر فيها مليوناً و 500 ألف ، ارتفع فيها سعر المتر ليصل إلى ثلاثة ملايين و 500 ألف دينار» .
زهير عزيز موظف يبلغ من العمر 30 عاماً ينقل لـ(الصباح) تجربته عندما أراد الحصول على وحدة سكنية في أحد المجمَّعات ، إذ يقول عزيز :»قرأت إعلاناً في الفيسبوك عن انطلاق التسويق في أحد المجمعات السكنية فذهبت في اليوم المحدد قبل الساعة الثامنة صباحاً ، لأجد طابوراً طويلاً على مركز التسويق تحول إلى زحام كبير عند انطلاق عملية الحجز» . وعندما سألناه عن (التطلوعة) أجاب بسخرية «لقد أصبحت قديمة لأن المضاربة الآن انتقلت إلى وصل حجز الوحدة السكنية أو ما يعرف بـ(الفيشة)».  
وتابع عزيز «عند وصولي إلىموقع المركز التسويقي اكتشفت أن معظم الموجودين لا يرغبون بشراء وحدة سكنية ، وإنما هم مضاربون يشترون وصلاً لحجز الوحدة السكنية ثم يبيعون الوصل أو ما يعرف بـ(الفيشة) بمبلغ يصل في بعض الأحيان إلى عشرة ملايين دينار» . مضيفاً «أما من يستمر ويدفع المقدمة فإنه ينتظر مباشرة المستثمر بالبناء ليبيع الوحدة السكنية بعد الحصول على مبلغ (التطلوعة) من المشتري الجديد ، وهناك الكثير من الوحدات السكنية معروضة في مكاتب الوساطة العقارية تباع وتشترى بهذه الطريقة» .
من جانبها هيئة استثمار النجف منحت الكثير من الإجازات الاستثمارية في القطاع السكني ، إلا أن ذلك لم يكن له تأثير كبير في أسعار العقارات والدور السكنية في المحافظة ، ويقول نائب رئيس هيئة استثمار النجف فراس العيساوي لـ(الصباح) : إن عدد الإجازات الممنوحة في القطاع السكني حتى الآن 43 إجازة ، وقد أنجز حتى الآن 11 مجمعاً سكنياً بشكل كامل وبواقع 8424 وحدة سكنية ، وهناك مجمعات أنجزت مراحل من العمل وسلمت وحدات سكنية للمستفيدين قبل إنجاز المجمع بالكامل . مبيناً أن هناك 23 مجمعاً قيد التنفيذ ، إضافة إلى تسعة مجمعات في مرحلة إبرام العقد لتسليم الأرض . وقال العيساوي: إن الهيئة وضعت عدة ضوابط للحد من المضاربة بالوحدات السكنية في المجمعات ، ومنها منع المستثمر من بيع أكثر من وحدة سكنية لنفس المستفيد ، وكذلك منع المستفيد من بيع الوحدة السكنية إلا بعد مرور سنة من الشراء . موضحاً أن ما يرفع أسعار الوحدات السكنية في المجمعات هو الطلب المتزايد عليها ، بسبب الزيادة الكبيرة في عدد السكان ، ولكون النجف من المدن الجاذبة للسكن لما فيها من حركة تجارية واقتصادية متنامية.