العنف اللفظي وأثره في سلامة المجتمع

اسرة ومجتمع 2024/06/23
...

 اعداد: اسرة ومجتمع


وجاء تعبيرالخالق العظيم في محكم كتابه ليبرهن على الاثر الكبير للكلمة الطيبة، ويصفها بالشجرة الطيبة التي تؤتي اكلها في كل حين، بينما حذرنا من الكلمة الخبيثة وشبهها بالشجرة الخبيثة التي اجتثت من فوق الارض وما لها من قرار . 

فالكلمة التي ينطقها الإنسان، أما أن تصون كرامته وتنشر قيم التسامح والود والتعاون، أو تكون قنبلة موقوتة تدمر الاخضر واليابس وتهدم سلامة المجتمعات بما تحمله من عنف وقسوة. 


اساءة للعرف

بينما تتباين ردود افعال الناس من العنف اللفظي، فمنهم من يندد به ويدعو للتصدي له وردع مستعمليه بكل الوسائل حتى لا يستفحل هذا «الداء» الاجتماعي بما يحمله من اساءة للعرف والأخلاق الحميدة، بينما تراه فئات اجتماعية من قبيل موضة، وأنه لا فائدة ترجى من الصد والزجر. 

سيقت  العديد من التبريرات حول اسباب لجوء بعض الفئات الاجتماعية لممارسة العنف اللفظي من الفاظ بذيئة خاصة لدى الشباب وفي سن المراهقة، فأوضحوا ان  المراهقين يحاولون البرهنة على أنهم أصبحوا في مصاف الرجال وودعوا الطفولة البريئة، والبعض الاخر يرى فيه ترويحا عن النفس.


التربية والأخلاق 

من المفترض ان تغرس في الصغر بداخل الأسرة نفسها والقدوة الحسنة من الأهل والجيران والمجتمع كما يدرب عليها الأطفال في المدارس من قبل المدراء والمدرسين والمشرفين، وتساعد قصص الأطفال في زرع هذه القيم وتهذيبها كما تسهم وسائل الإعلام بكافة انواعها في تهذيب الأطفال إلا أنه أحيانا أو في كثير من الأحيان نجد أن كل هؤلاء يفعلون العكس من المرجو منهم.


دراسات مفزعة

ويبقى العنف اللفظي ضد الاطفال اشدهم خطورة، ففي دراسة، كشفت فيها عن أن الأشخاص الذين تعرضوا لأي نوع من أنواع السباب خلال طفولتهم، يصابون بالاكتئاب بنحو ضعفي أولئك الذين لم يتعرضوا للسباب ويتضاعف احتمال معاناتهم من اضطرابات القلق أو المزاج أكثر في حياته.

فالعنف اللفظي والنفسي يؤديان إلى أضرار دائمة في طريقة تكوين الدماغ تبقى مدى الحياة كجروح وندوب في الدماغ، وهذا ما أكدته الابحاث العلمية. 

بينما يرصد علماء نفس اخرون انتشار ظاهرة العنف اللفظي خلال مرحلة المراهقة بشكل اكبر، وانها اكثر حضورا بين طلاب المدراس، مرجعين ذلك إلى تغييرات عضوية ونفسية تجعل المراهقين أكثر اضطرابا، وتدفعهم إلى السب والشتم أو التهديد الذي يدفع ثمنه المعلم جسديا، باعتبار أن العنف اللفظي غالبا ما يؤدي إلى العنف الجسدي.

وفي تحليل علماء الاجتماع والنفس معا لأسباب العنف اللفظي من خلال التحولات الحضارية والثقافية السريعة التي يعيشها انسان القرن الواحد والعشرين، قد جعلت الشباب خاصة اكثر تمردا على ما تعرضوا له من سب وشتم وازدراء من جانب والديه في الطفولة مما يحفز العدوانية لدى الطفل.