حسين علي الحمداني
للإمام علي (عليه السلام) مكانة خاصة لدى العراقيين، الذين وجدوا فيه الحاكم العادل ورجل الدولة المتميز والوصي على الدين من بعد الرسول الكريم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)،لهذا يحيي الشعب العراقي كل مناسبة تتعلق بهذا الرجل الذي تميز بكل شيء. فنال تلك المكانة الكبيرة في الإسلام وظلت سيرته خالدة مدى الدهر.
والشعب العراقي من الشعوب التي لا تعطي ولاءها بسهولة كما يتصور البعض، لكنها كما أشرنا وجدت في الإمام علي (عليه السلام) ما تبايعه كل عام على نهجه المستمد من روح الدين الإسلامي وتعاليمه،كيف لا وهو الذي جعله الرسول الكريم محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) خليفة ووصي من بعده في يوم الغدير الذي أتم فيه الله سبحانه وتعالى نعمته علينا نحن المسلمين.
العراقيون كشعب تعلموا كثيرا من سيرة الأمام علي (عليه السلام) تعلموا الصبر،مقارعة الظلم وعدم الإستكانة له، احترام الرأي الآخر وهذا ما تجلى بوضوح في التعايش الكبير الذي شهده مجتمع الكوفة في عصر خلافة الإمام للمسلمين حيث التنوع العرقي والديني من جهة، ومن جهة ثانية العدالة في العطاء وتولي المناصب آنذاك، لذلك كان عليه السلام القائد والقدوة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).قدوة ليس للمسلمين فقط، بل للديانات الأخرى التي وجدت فيه رجل الإنسانية في تعامله معهم وفق مبدأ الحقوق والواجبات التي غابت كثيرا في المجتمعات العربية آنذاك ولازالت غائبة في الكثير منها.
لهذا ونحن نحتفي بعيد الغدير الذي لا يمثل حدثا تأريخيا فقط،بقدر ما انه ذات أبعاد دينية كبيرة جدا تجلت بوضوح في رسم خارطة واضحة المعالم للدين الإسلامي في مرحلة ما بعد وفاة الرسول الكريم في حضور آلاف المسلمين من الأنصار والمهاجرين الذي شهدوا هذا اليوم الكبير وبايعوه على ذلك.
من هنا نجد ونحن نستذكر ذلك أن نجعل قيم ومبادئ الإمام علي (عليه السلام) وسيرته نهجا لنا في حياتنا وتعاملنا مع الآخرين وسيرته الناصعة في الزهد والنزاهة وحفظ المال العام، إن حب علي ومبايعته لا يقتصران على الكلام بقدر ما إنها تتجلى في السير على نهجه ومساندة الحق ومحاربة الباطل بكل أشكاله.