بيروت: جبار عودة الخطاط
"هل قرعت طبول الحرب المفتوحة على حدود لبنان الجنوبية بين حزب الله والجيش الصهيوني"؟ يتساءل مراقبون، فالتطورات على الحدود تنذر بما هو أخطر، والتكهنات تدور في دائرة القلق الشديد، والتهديدات (الإسرائيلية) تتوالى على نحو مكثف يشي وكأنّ جيش الاحتلال الغاصب قد شارف على القيام بعدوان عسكري مفتوح ضد لبنان، ومعها تحذيرات أميركية بأن واشنطن لن تتمكن من كبح جماح إسرائيل إذا استمر الوضع في التصاعد.
أوساط سياسية لبنانية مواكبة للتطورات في الجنوب أشارت أمس الثلاثاء لـ"الصباح"، إلى أن "الملاحظ أن لهجة التهديد الإسرائيلي تصاعدت بشكل واضح مع زيارة الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين للبنان، ويبدو أنها جاءت لتسليط المزيد من الضغوط على لبنان وحزب الله، وتبقى الاحتمالات الأسوأ واردة وإن كانت الوقائع في الجبهة ما زالت تجري بإيقاع لم ينفلت من عقاله، وننتظر الأسابيع الأربعة القادمة ليبنى على الشيء مقتضاه". ونقل موقع "بوليتيكو" عن مسؤولين أميركيين، قولهم: إن "على حزب الله ألا يعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع منع إسرائيل من مهاجمته"، وقال المسؤولون: "واشنطن ستساعد إسرائيل في الدفاع عن نفسها إذا نفذ حزب الله ضربات انتقامية"، زاعمين أن "خطر الحرب بين حزب الله وإسرائيل مرتفع هذا الشهر كما ارتفع خطر سوء تقديرهما للوضع".
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أعرب عن قلقه من تطور الأوضاع في الجنوب والتصعيد بين لبنان وإسرائيل، مؤكدًا أننا "أمام شهر حاسم والوضع غير مطمئن". وأضاف: "أنا قلق جدا من انفلات الأمور، فنحن في مرحلة حساسة ودقيقة، وأمام شهر حاسم، والوضع غير مطمئن"، وأضاف بري "التقينا الموفد الأميركي آموس هوكشتاين، وكنا ننتظر أجوبة منه بعد زيارته تل أبيب، لكن ذلك لم يحصل، وهذا يبعث على عدم الاطمئنان للمبادرة الأميركية للتهدئة".
من جانبهما، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على أهمية دعم جهود تعزيز استقرار لبنان واستدامة الأمن فيه، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وذكر البلاط الملكي في بيان له أمس الثلاثاء، أن الاجتماع تناول الأوضاع في المنطقة، إذ حذّر الملك عبد الله من "خطورة توسع دائرة الصراع في المنطقة الذي يهدد الأمن الدولي".
بدوره، دعا مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى "دعم جهود فرنسا وأميركا لتفادي نشوب حرب بين إسرائيل وحزب الله".
ميدانيًا، تتواصل الاعتداءات الصهيونية على جنوب لبنان، فقد انفجرت مسيّرة إسرائيلية مفخخة في ساحة الطيبة، بينما سمع دوي انفجارات صباح أمس الثلاثاء في مناطق عدة من الجنوب اللبناني ناجمة عن خرق الطيران الحربي الإسرائيلي لجدار الصوت لأكثرة من مرة.