د. عبدالله حميد العتابي
امتاز العراقيون على مدار تاريخهم الإسلامي والحديث بالانقسام؛ والانقسام سمة أساسية في المواطن العراقي، لذا نجد في العائلة الواحدة والتي منبعها الفكري واحد وجذرها الطبقي واحد، هناك فرد قومي والآخر شيوعي وثالث إسلامي، وهنا استذكر وأنا طفل في سبعينيات القرن الماضي، ان هناك شقيقين وحيدين لأب أحدهما شيوعي والآخر بعثي مختلفين عقائديا لحد العراك بينهما، وهما من أب وأم واحدة.
اسوق هذه المقدمة لأذكر بخلاف شعبوي على حقيقة ثورة العشرين والذي اجده مستعرا على مواقع تواصل الاجتماعي،وليس ثورة العشرين الحدث الوحيد محل خلاف العراقيين في الزعامات أسست العراق المعاصر مثل الملك فيصل الأول ونوري السعيد وعبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف وآخرين، فهؤلاء محل خلاف عميق وحتى النظام الملكي، الذي عشنا عقودا في شيطته خلال المدة 1958 – 2003 م من حكام العراق قبل سقوط الطاغية في عام 2003 هناك من يمدحه ويعتبره الحل لكل مشكلات العراق وأن مغامرات ضباط العراق، أودت بالعراق للهاوية عندما انتهى الحكم لصدام وعائلته.
وقد قدر لي أن أصدر كتابين وخمسة بحوث والعديد من المقالات والمشاركة في مؤتمر دولي ومحلي عن ثورة العشرين، وتوصلت إلى حقيقة مفادها بأن ثورة العشرين على الرغم مما شابها من عيوب ومما تعرضت له من تشويه تبقى الحدث الأبرز والأهم والحاسم في تأسيس الدولة العراقية المعاصرة من عام 1920 لغاية يومنا هذا وأن محاولة تشبيهها بأحداث مرت في تاريخ العراق المعاصر هي محاولة يائسة لترويج فكرة
بائسة ما.
ثورة العشرين اثبتت بما يقبل الشك في إصرار العراقي واستقتاله من أجل بناء دولته الوطنية التي اختفت منذ قرون بعد سقوط بغداد عام 1258، ثورة العشرين أحيت لنا عراقا بعد قرون من سبات عميق في ظل حكم عثماني ظلامي استبدادي، فالكردي قاتل كما قاتل السني والشيعي، وهو تعبير حقيقي عن وحدة العراق والذي راهن الكثير على فصم عراها فشعلان وضاري والحفيد رموز ستبقى في ذاكرتنا
الجمعية.
اما الادعاء في ان ما حدث في عام 1920 م ليست ثورة وانما مجرد انتفاضة قام بيها شيوخ العشائر ضد قوات الاحتلال البريطاني بغية عدم دفع الضرائب كذبة لا تنطلي على أحد لأن ما حدث بعد الثورة بأشهر أثبت بما لا يقيل الشك انها ثورة حقيقة غيرت من واقع العراقي وحولت العراق من مستعمرة بريطانية إلى بلد يحبو من أجل استقلاله وكرامته.