إيقاف متابعة مواقع التواصل الاجتماعي يعزز احترام الذات

اسرة ومجتمع 2024/06/30
...

 ستيفاني هوبنر
 ترجمة: مي اسماعيل

كشفت دراسة كندية حديثة أن العزوف عن متابعة مواقع التواصل الاجتماعي لمدة أسبوع يمكن أن يكون له تأثير إيجابي شخصي في صورة الجسم، إذ إن قواعد الجمال التي تنشرها تلك المواقع تسبب ضرراً لمن تتابعها من الشابات الساعيات لتحقيق «أشكال أجسام» غير صحية.

موضة الأجسام
يصعب على الكثير من الشباب المتابعين لمواقع التواصل الاجتماعي (مثل انستغرام أو سناب شات أو تيك توك) تجاهل مُثُل ومعايير الجمال المتداولة أو الهروب منها، وتلك النزعات والتوجهات الشائعة (ترند- trends  ) قد تكون خطرة، وتدور الكثير من تلك التوجهات الآن إلى الدعوة أن تكون المرأة «نحيفة الخصر ودقيقة الساقين، مع اكتناز الأرداف»..  قبل نحو عشر سنوات كانت موضة الأجسام تدعو أن تكون الساقان متباعدتين عند الوقوف (بشكل منظور) مع تقارب القدمين، وحينها ادعى مناصرو تلك الموضة أنها سهلة التحقيق بأقل قدر من الحمية الغذائية والتمارين الرياضية؛ رغم ما يسببه ذلك من مخاطر صحية، مع أن التطلع إلى تحقيق هيئة تباعد الساقين يعد أمراً خطيراً بالنسبة لمعظم النساء اللاتي يتمتعن بوزن صحي، لكن لا يبدو أن الجميع يدركون ذلك، وكان من المألوف أن نرى على مواقع البحث أو التواصل الاجتماعي أسئلة مثل: «هل وضع السيقان المتباعدة صحي؟» أو: «كيف أجعل ساقيَّ متباعدتين عند الوقوف؟».. كما أن المواقع تزدحم بتحديات خصر.. «المرأة دقيقة الحجم» و»شديدة النحافة»، وتدعو إحدى تلك المواقع أن يكون الخصر دقيقاً إلى حد إمكانية تطويقه بأصابع يدين صغيرتين، كما راجت كثيراً أفلام تجيب على تساؤل: «ما الذي يمكنني تناوله في يوم واحد؟»؛ حيث تسجل الكثير من الشابات بدقة بالغة ما يتناولنه من طعام «صحي» يكون عادة خالياً من الكربوهيدرات والسكريات.
بالمقابل هناك دعوات أخرى رائجة وفقاً لمفهوم ما يُسمى «النظرة الإيجابية للجسم»، يدعو المؤيدون لها بأن الناس يجب أن يتقبلوا أجسامهم كما هي. ولكن من غير المحتمل أن يصادف مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مثل تلك الدعوات بسهولة ما لم يبحثوا عنها خصيصاً؛ لأن خوارزميات الوسائط الاجتماعية تسترشد بنتائج بحث المستخدمين وتفضيلات العرض المحددة.

تعزيز سريع لاحترام الذات
أظهرت البحوث باستمرار أن وسائط التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون لها تأثير في تعزيز احترام المستخدمين لذواتهم. وكان أحدها دراسة حديثة أجرتها جامعة يورك بمدينة تورونتو الكندية، كشفت آثار أخذ استراحة من وسائل التواصل الاجتماعي لفترة قصيرة.
 وجدت الدراسة أن احترام الذات وصور الجسد لدى النساء اللاتي توقفن عن استخدام الشبكات الاجتماعية لمدة أسبوع واحد فقط قد تحسنت بشكل ملحوظ،  وقال العاملون على الدراسة :» يمكن تفسير تلك التحسينات ليس فقط بالابتعاد عن وسائط التواصل الاجتماعي؛ بل أيضاً بحقيقة أن المشاركات بالدراسة استبدلن استعمال وسائل التواصل الاجتماعي بسلوكيات أكثر صحة، مثل قضاء الوقت مع الأصدقاء أو ممارسة الرياضة.
تصاعد استخدام وسائط التواصل الاجتماعي
بشكلٍ عام يواجه كثيرون صعوبة في إبعاد أنفسهم عن وسائل التواصل الاجتماعي؛ وخاصة الأجيال الشابة، في الواقع ارتفع على مر السنين متوسط الوقت الذي يقضيه الناس على منصات التواصل الاجتماعي وأعلنت شركة «ميتا» التي تُدير مواقع مثل فيس بوك وانستغرام في الشهر الأول من العام الجاري أنها ستخفي المحتوى «غير المناسب للعمر» من حسابات الشباب، بشرط ألا يكذبوا بشأن أعمارهم. ولكن لم ينتج سوى امتثال ضئيل من جانب شركات التكنولوجيا الملتزمة بإنفاذ تلك المحاولات.  وعلى سبيل المثال، يتطلب قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي من مُشغّلي الشبكات حذف أو إخفاء المحتوى الإشكالي بشكل خاص؛ مثل امتداح اضطرابات الأكل.
 لكن تقريراً صدر عن المبادرة العالمية غير الربحية «ريسيت» أظهر أنه لم يجرِ حتى الآن حذف ثلاثين بالمئة كحد أدنى من المحتوى الضار عندما تقتضي الضرورة. كما أن المبادرة وجدت أن منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك» تميل إلى حذف أقل من تلك النسبة.
 موقع «دويتشه فيللا» الألماني