عبد الزهرة محمد الهنداوي
كثيرة هي مجاميع الواتساب، ومع كثرتها أضحت هذه المنصة، هي الأولى في التواصل، عبر الانضمام اليها من قبل الكثيرين، وقد تنوعت المجاميع الواتسابية، وتشعبت، حتى صار للعائلة الواحدة «گروب» خاص يجمع افرادها، يتم خلاله دعوة الابناء إلى وجبات «الريّوگ والغداء والعشاء» واية قضايا عاجلة تتطلب اتخاذ قرار عاجل بشأنها، من قبيل قضايا التسوّق، ونفاد قنينة الغاز وسواها!، ومجاميع اخرى تجمع عددا من الاصدقاء، واخرى لذوي المهن المختلفة، مثل گروب السائقين على خط كذا، أو گروب مدرسي مادة الرياضيات، أو گروب معلمات المدرسة الفلانية، أو گروب اللباخين والنجارين والحدادين، والطبّاعين، واسطوات السيراميك، وبيع السيارات، والكهربائيين، والفنانين، والموسيقيين، والادباء، والشعراء، والمصممين، ومجاميع اخرى تختص بالسياسة واخرى بالاقتصاد، وثالثة بالرياضة، وگروبات اخرى من دون هوية، تجدها في بعض الاحيان مليئة بالشتائم! اذ يشتم اعضاؤها بعضهم الاخر باعلى مستويات الشتيمة، عبر رسائل صوتية يحرص الشتامون فيها على الاعتناء بمفردات شتائمهم لغةً واعرابا!.. والغريب في الامر انك تستيقظ صباحا لتجد نفسك وقد ادخلوك في عدد من المجاميع، من دون اخبارك بالامر، لتدخل في احراج، فعندما تستعرض اسماء الاعضاء، تجد ان بعضهم تربطك بهم علاقة شخصية، تجعلك تشعر بالحياء، فتؤثر البقاء، من دون ان يكون عندك الوقت لقراءة ما يعلقون، أو تعلق على ما يكتبون!،.. قبل ايام وجدت نفسي عضوا في احدى المجاميع وكان اسمها رنانا،!!، ولكن بعد سويعات بدأ نشاط المجموعة، بسيل من الشتائم بين عضوين من اعضائها، وقد انقسم الباقون، انصارا بين الخصمين!!، فلم اطق ذلك السيل الشتائمي فقررت الانسحاب فورا، تاركا للاخرين اغناء قواميسهم من مفردات شتائمية غير مستخدمة!.
في المقابل هناك عدد من المجاميع الواتسابية اصبح لها شأن مؤثر في المشهد العراقي، اقتصاديا وسياسيا وأمنيا وثقافيا وحتى فنيا ورياضيا، عبر ما يتم طرحه من قضايا مهمة وحساسة، يمكن ان توفر للمعنيين رؤى وافكارا مهمة في متابعة تلك القضايا، وربما اتخاذ القرارات المهمة بشأنها.
ولعل من المجاميع الواتسابية التي لفتت انتباهي في الجانب الخدمي، هي مجموعة (واحد حكومة)، التي اطلقها مكتب رئيس مجلس الوزراء، باشراف فريق التواصل الحكومي، وتضم عددا كبيرا من الاعضاء، يمثلون مختلف الدوائر والمؤسسات الخدمية، وتحظى هذه المجموعة بمتابعة من مكتب رئيس مجلس الوزراء، ربما على مدار اليوم والساعة، وما يلفت الانتباه في مجموعة (واحد حكومة)، هو أن أعضاءها متواجدون في مختلف انحاء البلد، ويرصدون الكثير من التفاصيل، والقضايا والمشكلات اليومية التي يعاني منها الناس، في مختلف المجالات، ثم يقومون بنقلها إلى فضاء المجموعة، فتتحول مباشرة إلى الجهات ذات العلاقة، التي تقوم فورا باجراء اللازم، عبر متابعة القضية ميدانيا، وعندما اتحدث بهذه اللغة، فاني اتحدث عن تجربة، فقد قمت عدة مرات بنقل شكاوي تردني من بعض الناس تخص قضايا مختلفة، لكي اتفاجأ فعلا، أن الجهات المعنية سواء كانت البلديات أو الكهرباء، أو التربية أو الصحة أو التعليم أو الامانة أو النفط أو العدل أو الصناعة، أو الزراعة أو التجارة، أو الموارد المائية، أو الشباب، أو المالية،، أو الدفاع والداخلية، والبيئة، والنقل، والاتصالات، أو حتى ما يتعلق منها بعمل الحكومات المحلية في المحافظات، قد اتخذت ما ينبغي اتخاذه من معالجات لتلك المشكلات، وبسرعة..
لذلك أقول، إن تجربة (واحد حكومة) وبعيدا عن الاطراء، وبناء على تجربة شخصية، ومتابعة لمستوى ادائها خدميا، تمثل تجربة ناجحة، في متابعة قضايا الناس من قبل الجهات المعنية، والسعي إلى حلها بأسرع وقت ممكن، وليس هذا وحسب، انما هناك متابعة من قبل فريق التواصل الحكومي للمشكلات والقضايا التي يجري تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام، وعرضها في فضاء المجموعة، لتتولى الجهات المعنية اتخاذ اللازم حسب الاختصاص، ولست ادري إن كانت هذه التجربة موجودة في المحافظات، ام لا، على اعتبار أن الكثير من مشكلات الناس يكون مسرحها هناك، وبالتالي ايضا تحتاج إلى متابعات آنية لايجاد الحلول المناسبة لها.
إن (واحد حكومة)، ليست مجرد مجموعة واتسابية، انما هي غرفة عمليات فعالة، اسهمت في ايجاد الحلول لمشكلات تتعلق بقضايا الخدمات في جميع المجالات.