العقيد والزعيم وما بينهما

آراء 2024/07/01
...

 حمزة مصطفى


باستثناء عراق ما بعد 2003 انتهى مفهوم الزعامة في العالم.

من شاهد مناظرة بايدن ـ ترمب وكلاهما معرف لديكم لم يجد أي مواصفات للمفهوم التقليدي للزعامة في أي منهما. 

وباستثناء كونهما كبارا في السن «بايدن 81 عاما وترمب 78 عاما « و»الكبر موعيب» لا يجد في دفاع أي منهما عن ثوابته في السياسة وما يريد عمله أمر يتعلق بمفهوم الزعامة. 

فالزعماء من أمثال ربعنا «أقصد من لديه نائب وعضوان في مجلس محافظة ويطلق عليه لقب زعيم وما أكثرهم، فإنهما لم يتحدثا الإ عن هموم الأميركي العادي والتي تتراوح بين الإجهاض والهجرة والضرائب والتضخم كأولويات أولى لايمكن التنازل عنها، كما ليس بوسع أي منها تخطيها لكي يفوز بثقة الناخب الأميركي دافع الضرائب. 

ربما يقول قائل إن السياسة الدولية لا سيما في القضايا المركزية الآن مثل أوكرانيا وحرب غزة أخذت منهما حيزا في المناظرة وهو أمر صحيح، لكنه يبقى على أهميته ثانويا في معايير إستطلاعات الراي العام. فبالنسبة للأميركي الذي لا يبيع وطنيات ولا يصدر شعارات في الهواء فإن ما يهمه من القضايا السياسية الدولية هي مدى تأثيرها في الداخل الأميركي وما يخرج من جيبه لمثل هذه الأغراض.  الخلاصة أن المواطن الأميركي لا يهمه أن يكون جو بايدن رئيسه الحالي زعيما على غرار زعيمنا الذي كان أوحد المرحوم عبد الكريم قاسم أو عقيدا على غرار العقيد معمر القذافي، وبينهما سلسلة طويلة من القيادات والزعامات و»القيادات الضرورة» أو على مستوى العراق والوطن العربي، بل رئيس عادي وربما أكثر من عادي كل المطلوب منه أن «يعبي بالسكلة الأميركية ركي». 

كما لا يهم الاميركان من هذا الرئيس إن كان متهما أو مدانا كما في حالة ترمب أو مصابا بالزهايمر مثلما هي حالة بايدن بقدر ما يهمهم وصوله بأغلبية أصوات الناخبين إلى البيت الأبيض. لكن هل كان هذا هو ديدن الأميركان سابقا؟ 

إذا كان المقصود بالرؤساء المسنين فهذا ما يحصل للمرة الأولى. أما إذا كان المقصود الرؤساء الزعماء، فإن أي رئيس أميركي حتى على عهد مفاهيمنا نحن للزعامة منذ منتصف الخمسينيات إلى مطلع الألفية الثانية، فإنه إيزنهاور ولا جون كنيدي ولا ليندون جونسون ولا ريتشارد نيكسون ولا فورد ولا كارتر ولا ريغان ولا بوش الاب أو بيل كلينتون أو بوش الابن أو أوباما كان ينظر اليهم أميركيا، بل حتى عالميا على أنهم زعماء أو عقداء أو قادة ضرورة. كانت منزلتهم من منزلة بلادهم التي تتفوق في كل شيء بدءا سير أول إنسان على سطح القمر إلى الذكاء الاصطناعي. 

الزعامة لنا وحدنا وستبقى في ظل فكرة تمدد الزعامات التي وصلت إلى أعضاء مجالس المحافظات أو المرشحين لها الذين يسيرون متبخترين والمهاويل أمامهم وخلفهم وبين أيديهم يهزجون لكن ليس لهم بل على.. حظنا العاثر.