طيبة مازن توفيق
ظهرت الصحافة كأولى الوسائل الإعلامية في العالم وتطورت مع تزايد الأحداث والحروب بين الدول، حتى أصبحت وسيلة الإعلام الأهم والأبرز في ذلك اليوم ولغاية السنوات
الأخيرة.
ورغم ظهور الإذاعة وظهور التلفزيون من بعدها، وصولا إلى الوسائل الرقمية التي تعتمد على التكنولوجيا، بقيت الصحافة والجرائد والمجلات وسيلة لها قيمتها واعتباراتها وخاصة لدى الجمهور والشرائح المثقفة منه.
ويرجع ذلك إلى أهمية الموضوعات والمشكلات التي تطرحها الصحافة وتعالج بها شؤون الأفراد والمواطنين، لذلك تكون هي محببة ومرغوبة من قبل الطبقات الواعية، التي تدرك، وتفهم دور الصحافة في تثقيف وتوعية أبناء المجتمع والارتقاء به.
حتى بدأ المجتمع وتحديدا العراقي منه ينظر إلى من يقتني (جريدة) انه شخص مثقف، بل ويدور في المجالس من باب المزاح، أن الفرد الذي يتصفح الجريدة ويطالعها باستمرار ينعت
بـ (صاير مثقف وتقرأ جرايد)؛ إن هذه السمة الراقية التي تحملها الصحافة والمنتمين لها، جاءت من أهميتها ومن أهمية ما تتركه من اثر ايجابي على
القارئ.
مع أن الصحافة العراقية تتسم بالكثير من الخبرات والقدرات والنماذج المؤسساتية الرصينة التي تستحق أن تكون مدرسة ثقافية اذا جاز التعبير، يتعلم منها القارئ كل يوم شيئا جديدا، لكن ورغم مرور 155 سنة على ولادتها، إلا أن المجتمع يزداد كل يوم عزوفا عنها، مع أن بعض الصحف الرصينة مثل جريدة {الصباح} التي تعد أهم صحيفة بالعراق، تقدم موضوعات جديرة بالقراءة وزيادة المعارف وتغذية العقل، لكن المجتمع ومع شديد الأسف ما زال يبتعد يوما فيوم عنها، وهذا ما نلمسه ونتألم منه، وندعو في الوقت ذاته إلى الرجوع للصحافة والتثقف من خلالها والاستفادة مما تطرحه بشكل مستمر.