توتراتٌ أم حربٌ شاملة؟

آراء 2024/07/10
...

موسى جعفر

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي أدت إلى استشهاد أكثر من 35 ألف شهيد، إثر الهجوم الذي شنته حركة حماس يوم السابع من أكتوبر 2023، حيث شهد جنوب لبنان تبادل حزب الله والكيان الإسرائيلي القصف بشكل شبه يومي.
وقد أسفر التصعيد عن مقتل أكثر من 400 شخص في لبنان، إلا أن حدة التوترات تصاعدت إلى حد كبير، متزامنة مع تهديدات إسرائيلية بشن هجوم موسع على الجبهة الشمالية مع لبنان.
وهنا يأتي السؤال: هل ستقوم إسرائيل بضرب حزب الله في جنوب لبنان؟ ولكن، قبل الإجابة، علينا أن نعود تاريخياً إلى العلاقات بين الكيان وحزب الله، التي شهدت توترات وصراعات عديدة، كان أبرزها حرب يوليو 2006 التي استمرت أكثر من شهر وأسفرت عن خسائر كبيرة في الأرواح والبنية التحتية على كلا الجانبين.
منذ ذلك الحين، ظلت الحدود اللبنانية الإسرائيلية في حالة هدوء نسبي، وإن تخللتها مناوشات وحوادث متفرقة.
في السنوات الأخيرة، تزايدت مخاوف الكيان الإسرائيلي من تنامي قوة حزب الله، الذي يُعتبر أحد أقوى الفصائل المسلحة في المنطقة والمدعوم بشكل كبير من إيران.
تشير التقارير الاستخباراتية الإسرائيلية إلى أن حزب الله قد تمكن من تعزيز ترسانته العسكرية بشكل كبير، حيث يُعتقد أنه يمتلك الآن ترسانة صاروخية قادرة على ضرب أهداف حيوية داخل العمق الإسرائيلي.
من هنا، تبرز عدة عوامل تزيد من احتمالية قيام الكيان الإسرائيلي بتوجيه ضربة عسكرية لحزب الله.
أولاً، تعتبر إسرائيل أن تعزيز قدرات حزب الله يشكل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وبالتالي قد ترى أن الخيار العسكري هو السبيل الأمثل لإضعاف الحزب ومنع تهديداته المستقبلية محلياً وإقليمياً.
ثانياً، الوضع الإقليمي المضطرب، خاصة مع تعاظم النفوذ الإيراني في المنطقة، قد يدفع إسرائيل لاتخاذ إجراءات استباقية لحماية مصالحها.
على الجانب الآخر، هناك من يرى أن خيار الضربة العسكرية ليس هو الأفضل، فحزب الله ليس فقط منظمة مسلحة، بل هو جزء من النسيج السياسي والاجتماعي اللبناني.
وأي مواجهة عسكرية قد تؤدي إلى زعزعة الاستقرار في لبنان ما يودي إلى حرب أهلية محتملة داخل لبنان والمنطقة بأسرها، وتخلق حرباً مفتوحة لا نهاية لها.
باختصار، نحن أمام عدة سيناريوهات منها، قيام الكيان الإسرائيلي بشن هجوم على حزب الله في جنوب لبنان، وهذا يكون من خلال إنهاء البنية التحتية وإضعاف الحزب ومن ثم العمل على الهجوم الموسع.
لكن، هذا السيناريو سوف يفتح الباب على الكيان من مختلف الجهات حيث يؤدي إلى حرب مفتوحة في المنطقة.
وهناك سيناريو آخر، تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 بانسحاب حزب الله إلى نهر الليطاني، لإقامة منطقة عازلة خالية من السلاح بين الحدود وإخلاء كامل للمنطقة من الأسلحة والمسلحين باستثناء الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل.
وهناك سيناريوهات محتملة الوقوع حسب تطورات الأحداث.