الفضفضة بأسرار البيوت.. عواقب وآثار

اسرة ومجتمع 2024/07/14
...

 بغداد: سرور العلي

تلجأ العديد من النساء إلى الفضفضة عن أسرار بيوتهن، لا سيما في السوشيال ميديا حتى أصبحت تنشأ مجموعات في هذه المنصات لهذا الغرض، للدخول إليها وتفريغ ما بداخلهن من مشاعر سلبية، وما يشعرن به من فراغ وملل واحباط، إلا أن هذه الظاهرة قد تنتج عنها عواقب أخرى.
تقول الأربعينية جنان عبد الله:»بسبب غياب زوجي الدائم عن البيت، لسفره للعمل خارج البلاد، ونتيجة للخلافات المتكررة بيننا لم أجد غير الفضفضة الافتراضية، للحديث عما يدور داخل أسرتي، من معاناة وإهمال وقضاء وقت الفراغ مع أصدقاء يستمعون لما أقوله، وأحياناً يقدمون بعض النصائح لي.

أخطاء
وترى الموظفة رواء محمد أن إفشاء أسرار البيت من الأخطاء التي ترتكبها عادة المرأة، وبذلك ستغيب السعادة عن الأسرة، و يتم جلب المزيد من المشكلات وتدخلات الآخرين، لذلك من الضروري كتم الأسرار والتفاصيل المتعلقة بالحياة الأسرية، وبالبحث عن حلول للمشكلات مع الأفراد المقربين فقط.
وتشير التربوية إيمان أحمد إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تدفع المرأة لإفشاء أسرار بيتها، ومنها شعور الملل الذي يلازمها بسبب الفراغ الذي تعيشه، إضافة إلى انعدام التفاهم والثقة بين الزوجين، والرغبة باشباع الحاجات النفسية، والحصول على بعض التعاطف من الآخرين، والظهور بمظهر المضطهدة أو الضحية، وأحياناً قد يكون بغرض التفاخر والتباهي أمام أقرانها، وهو سلوك غير سليم يجب الحد منه، والحفاظ على البيت من كشف أسراره.
مضيفة «كما من المهم جداً أن يكون التفاهم بين الزوجين على عدم كشف الأسرار منذ بداية علاقتهما، وعدم السماح للأصدقاء بالتدخل في شؤونهما، والابتعاد عن المبالغة وافتعال المشكلات الأسرية، والتذكر دائماً أن حفظ تلك التفاصيل من أهم أسباب النجاح في أي علاقة زوجية.
سلوكيات
د.علي جمعة لفت إلى أنه من السلوكيات الخاطئة هي كشف أسرار البيوت، لا سيما في السوشيال ميديا، وأحياناً يكون بغرض تحقيق الأرباح والحصول على المشاهدات المرتفعة، خاصة أن هناك فئة في المجتمع تشبع فضولها بمعرفة مشكلات غيرها، وتراقب حياة الآخرين وتتلذذ بمعاناتهم، وهي من الأمور التي لم نعتد عليها من قبل، بل أتاحت تلك الوسائل والتكنولوجيا، وفتحت الباب على مصراعيه لعرض الحياة اليومية أمام الآخرين، من دون التفكير بالعواقب والآثار المترتبة على ذلك.

مشكلات
يقول الشيخ فاضل الصفار:»الذي يهدم العلاقات الزوجية هو عدم مراعاة هذه الحقيقة في العلاقات المكشوفة، وهي أن الزوجة تنقل أخبار دارها إلى الآخرين، والزوج ينقل أخبار بيته إلى الغير، وبذلك سمحا للتدخل في حياتهما الشخصية، إذ قاما بكشف المستور، فانهدمت أركان الأسرة، فالآية حينما تقول: (فلما تغشاها)، ليس مجرد تعبير لمعنى واحد في القضية، وإنما هو لفظ يتضمن إشارات ودلالات معنوية واجتماعية وروحية للبشر، فالحضارة الحديثة اليوم أخطأت خطأ فاضحاً، حين كشفت ستر الرجال والنساء، فازدادت المشكلات الأسرية، وارتفعت نسبة الطلاق والعزوف عن الزواج وتكوين الأولاد، وغيرها من تفشي المفاسد الاجتماعية الأخرى، التي جرتها إلى هذا عندما أخرجت المرأة من حالة الستر إلى الكشف، وكذلك الرجل بالطريقة نفسها، ابتدؤوا بالنساء ومن ثم الآن وصلوا إلى الرجال، حتى أن بعضهم بلباسهم وسلوكهم أصبحوا بلا اهتمام للكرامة الشخصية، وبلا غيرة على أنفسهم، فهذا الفضح أحد أسباب كثرة المشكلات داخل الأسر اليوم، لذا فلا بد أن يعرف المعنيون بالأمور الاجتماعية ذلك والحذر منه، والبدء من الأسرة وسترها من تعفيف الإنسان سواء كان رجلاً أو امرأة، إذ من هنا تبدأ المفاسد، ومن هنا أيضاً تنشأ الإصلاحات.