الشرق الأوسط في مهبّ الحرب

آراء 2024/08/08
...

 كاظم الحسن 


يبدو أن حكومة نتنياهو المتطرفة، تريد أن تطفئ حقدها في حربين متزامنتين، هما غزة وجنوب لبنان، لاسيما بعد إلقاء رئيس الوزراء الاسرائيلي، خطابه في الكونغرس الاميركي، كأحد الأبطال أو الفاتحين، رغم عدد الضحايا الهائل من الغزاويين، الذي يربو على الاربعين ألف ضحية، وضعف العدد من الجرحى، وإلى الدمار الشامل والمجازر المتكررة والمجاعة والتشريد والنزوح المتزايد عن الديار. كل هذا ولم يلتفت العالم، إلا إلى مجزرة مجدل شمس، التي وقعت في 27 يوليو 2024، عندما وقع صاروخ على هذه القرية في هضبة الجولان. 

واصاب الصاروخ ملعب كرة القدم، ما أدى إلى مقتل 12 طفلا واصابة 34 آخرين. وقد حدثت، اتهامات متبادلة بين اسرائيل وحزب الله، عن مسؤولية مطلق 

الصاروخ.

 الحرب بين إسرائيل وحزب الله، سوف تبقى قائمة، لأن شروط اسرائيل مذلة ومنتهكة لسيادة لبنان، فهي تريد ابعاد حزب الله عن الحدود اللبنانية 10 كم في العمق اللبناني وغاية هذه الفكرة، هو السيطرة على الأنفاق العسكرية، التي وجدت لمواجهة التفوق الجوي الاسرائيلي، وهذا يجعل من المستحيل لحزب الله التسليم بهذه الفرضية، ناهيك أن حزب الله يؤمن بما يطلق عليه وحدة الساحات أو جبهات المقاومة والممانعة، وهذا يجعل، التعايش بين الطرفين هشا ومحفوفا بالمخاطر والتهديدات، ولا يمكن التعويل عليه الآن، بعد اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، وكذلك رئيس المكتب السياسي لحماس، اسماعيل هنية في طهران، أصبحت الصورة، تتسع على حرب اقليمية، لا تتوقف عند حد، بعد التهديدات الإيرانية بضرورة الرد والانتقام من اسرائيل، على تماديها في انتهاك سيادة إيران واغتيال ضيفها والمس بسمعتها. في الوقت الذي تستنجد فيه اسرائيل، بالولايات المتحدة والغرب من أجل حمايتها، وقد قدمت السفن والبوارج الحربية الاميركية، إلى المنطقة في أفق تلوح فيه حرب شاملة، قد تحاول فيه الولايات المتحدة الأميركية، ضرب المنشآت النووية، بحجة استباق ضربات نووية ايرانية، وهو ما يعجل في حدوث حرائق في المنطقة، تشمل دولا عربية متعددة، ويصعب التكهن بعواقبها وآثارها المدمرة على المنطقة، ولا يوجد أفق للتسوية أو تفادي الكارثة مع رئيس وزراء متطرف، وهو أقرب إلى الجنون والهستيريا، مع عدم قدرة اميركا بالسيطرة عليه وهو يصرح، غنه لا يقبل بالضغوط الداخلية ولا الخارجية، حتى يحقق أهدافه القائمة بالقضاء على حماس، والتي بدأت بوادرها بعد طوفان الاقصى، في 7 اكتوبر وما زال رماد هذه الحرب المدمرة، يحيل غزة إلى مدينة منكوبة، يفوق فيها ضحايا الزلازل والبراكين. 

المفارقة هنا هي، أن اسرائيل الخارجة عن القانون، محمية بالقانون الدولي، وهي تمتلك ترسانة عسكرية فتاكة وفائقة التطور، ناهيك عن الدعم العسكري الاميركي المستمر لها، مع قيادة سياسية متهورة ورعناء، لا يهمها الحياة البشرية، مع الصمت المريب من قبل العالم، الذي فاق التصور وربما لا يعنيه 

الأمر.