قراءة جماليَّة في أقوال الحسين عليه السلام

ثقافة شعبية 2024/08/15
...

 سعد صاحب


يقول الإمام الحسين (ع) : "خط الموت على ولد آدم، مخط القلادة على جيد الفتاة) وهذا المقطع الصغير لوحده يساوي قصيدة نثر كاملة، ومليء بالإيجاز والتكثيف والدهشة والإثارة، ونادراً ما نجد قتيلا مدمى، ينظر إلى الموت نظرة جمالية صالحة.
ملأى بالحب والاحترام والفرح والارتياح والقبول، وكأنه حبيبة جميلة الملامح، أو لوحة تشكيلية متناسقة الألوان، والسبب لأن هذا الموت يحمل بذرة الولادة، ويطهر الروح من الخوف والجبن والعار والذل والعبودية وطاعة الطاغوت. ( يا ابن آدم عليك الموت واجب / يا ابن آدم على فراشك تموت / لو تموت بسيف لو طعنة حديده / يا ابن آدم عليك الموت مخطوط بكتاب / وين تشرد من قلم بالدم كتب ذاك الجواب / وشحلاة اليصنع الثورات من مذبح وريده / وشكثر روعه القصايد / تنكتب باسم الاباة / وشكثر حلوه الگلايد / ضاويه بصدر الفتاة / هيچ كل فارس يشع موته اعلى جيده / وانته للطغيان قاهر / سيفك بكل زود شاهر / ما يصح مثلك ابد بالكون ثاير / صارت جروحه مراقد / صارت جروحه مناير / تعتنيهه الناس من كل صوب باچر / من نهايات الأرض والكون من قريه بعيدة / صارت جروحه معابر / للامل للخير للود للتسامح والتعاضد / للفرح للطيب للحب للمشاوير السعيدة) .

إعجاز
بعد استشراء الظلم والجور والغدر والطغيان، قال الإمام الحسين (ع) : (وخير لي مصرع أنا لاقيه). أنظر إلى الإعجاز في هذه المقولة الصغيرة، وما تفصح من دلالات إنسانية رائعة، والسؤال الذي يخالج الروح : ما جدوى الحياة المقترنة بالوصولية والانطفاء والخضوع والكذب والاغتراب، وشراء الذمم بالأموال؟ وما أعظم الموت في العراء، لو كان مصحوباً بإنجازات كبيرة وأهداف عظيمة لا تموت، بعد استشهاد صاحبها، قرباناً لأجل الحرية والحق والعدل والمساواة والإصلاح. (خير مصرع راح الاگيه واريده / اكتب بجرحي الشرايع / ما خفت من الجبان العاش خانع / ما خفت من المنايا / ما خفت من السيوف التجدح بشكل الرعيده / حتى وكت الموت يا مولاي باهر / فوگ نحرك يا بطل من دون شاعر / الشهاده انختمت باجمل قصيده /والنزف ذاك اليسح أصبح مراجع / صار عنوان الكتب وفصول من ذيج الروايه / صار شيشه من الحبر واوراق ما بين المطابع / صار نهضه وصار ثوره وصار رايه / والدليل اعلى الموده البينك وبين الضماير / ثابته برغم الخناجر / ثابته برغم المخاطر / صدرت بكل روح من حبك جريده / من الف عام وبعد هاي الحناجر / اسمك بنشوه تعيده).

رحيل
حاول المقربون منع الإمام الحسين (ع)، من الرحيل إلى الكوفة، فكان جوابه لهم : (شاء الله أن يراني قتيلا) وحين قال له البعض من عامة الناس : (أيقتلك يزيد؟) أجابهم : (أما علمتم أن من هوان الدنيا على الله، أن رأس يحيى بن زكريا، أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل) وهناك الكثير من المقولات البليغة. (كل فصل من ثورتك يحسين نور / كل فصل منها مجد طول الدهور / كل فصل منها قرابين واضاحي / وشبعد ينطي الدفع روحه زكاة / حتى لو اسكت تطگ من القهر والضيم چلمه / حتى لو اسكت يحچيني جرح ما طاب والوادم تلچمه / حتى لو اسكت اگولن / لا دفن شو صار لا تشييع لا قران لا چادر وفاة / من هوان الدنيا چان / راس يحيى يصير بحضان البغايا / تنكتل يحسين بسيوف البغاة / هاي ثلمه الما مثلها تصير بالاسلام ثلمه/ البطل بالخيل ينداس وجمع وادم شياطين التثلمه / من وحوش ومن رعاع ومن هجين ومن عتاة).