سعيد هويدي: أنسجُ موهبتي من المسامير والخيوط

الصفحة الاخيرة 2019/10/28
...

  بغداد/ رشا عباس 
 
"هدية رمزية حصلت عليها وانا في دورة كشفية باحدى الدول العربية اخذتني الى فضاء فني مولود بالسجون العثمانية" هذا ماقاله الشاب الكربلائي سعيد هويدي وهو يشير الى لوحة صنعت من الخيوط الملونة والمسامير يرجع تاريخها الى العهد العثماني عندما كان السجناء يستثمرون وقتهم في عمل تلك اللوحات التي تعرف بفن "الفيلوغرافيا".
واضاف: "معرفتي بهذا الفن بدأت بالبحث البسيط عنه في مواقع التواصل الاجتماعي كمحاولة لإعادة إحياء الفنون التي أوشكت على الاندثار تدريجياً،  فوجدت بعضاً من النساء والرجال في تركيا يعملون  فيه وبطرق علمية جميلة"، مبيناً ان " اصعب مستوى للفيلوغرافيا هو رسم الأوجه والأشخاص من خلال تشبيك مفتوح للخيط".
هويدي بدأ بالعمل في فن التشبيك بالخيط أو الأسلاك والمسمار بعد تمعنه باللوحة التي اهديت له ولمدة شهر وبشكل شخصي تعلم ودرس هذا الفن، الى أن وصل مرحلة استطاع خلالها فتح ورشة فنية في منطقة "حي الحسين" وسط كربلاء، لصناعة اللوحات "الفيلوغرافيا" للأشخاص، وحسب الطلب، مستثمراً مواقع التواصل الاجتماعي في التعريف بفنه وتسويقه، اذ يقوم بكتابة الأسماء والاحرف والساعات والإعلانات والشعارات، فضلاً عن استحداث الديكورات.
وعن الخطوات التي تمر بها لوحة الفيلوغرافيا،  بين هويدي " اقوم بتحضير قالب الشكل المراد رسمه، والذي قد يكون لوحة خط عربي، أو شكلاً فنياً، ومن ثم تدق المسامير على حواف الشكل، وبعد ذلك يجري الوصل بين المسامير باستخدام أسلاك نحاسية ملونة، بطريقة فنية، ما يُخرج في النهاية لوحة ذات جاذبية عالية".
موكداً انه "يسعى إلى تطوير ونشر هذا الفن عبر الإكثار من إنتاج الأعمال والمشاركة في المعارض الفنية، ففن الفيلوغرافيا يحتاج الى صبر ودقة حتى يقال إنه ظهر في السجون خلال العهد العثماني، اذ كان يتسلى به السجناء، بانتظار انتهاء مدة عقوبتهم ، فهو فن غير شائع بسبب صعوبته وقلة الفنانين العاملين به".
ويعد هويدي فن الفيلوغرافيا علاجاً نفسياً اكثر مما هو مهنة، اذ يتخلص به من همومه وضغوطات الحياة اليومية وهذا ميزة مهمة يتحلى بها هذا الفن في تحسين الحالة النفسية، فضلاً عن كونه فناً مناسباً لجميع الأعمار، بدءاً من الأطفال وحتى كبار السن.