بغداد / الصباح
على مسافة يوم واحد من دعوات المرجعية بضرورة ان تستغل الحكومة "الفرصة الفريدة" لتلبية مطالب المتظاهرين، وفق خارطة طريق ومدة زمنية محددة، أكد رئيس الوزراء، عادل عبد المهدي، في رسالة جوابية، أمس السبت، ان الحكومة ستعمل ما بوسعها لتلبية مطالب المتظاهرين، والتواصل مع السلطات القضائية للتحقيق في اسباب سقوط الشهداء والجرحى من المتظاهرين والقوات الأمنية، مبيناً أن "الخطاب جاء تأكيداً لخطبة الجمعة قبل الماضية في التشديد على حق المتظاهرين السلميين بالتعبير عن رأيهم بكل حرية واطمئنان، وفي عزل العناصر المخربة والجهات الداخلية والخارجية التي تريد حرف مسيرة التظاهرات".
وكانت المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف؛ جددت خلال خطبة أمس الاول الجمعة، دعوتها للأطراف والقوى السياسية الفاعلة الممسكة بزمام السلطة إلى انتهاز الفرصة الفريدة الحالية لتلبية مطالب المواطنين وفق خارطة طريق يتفق عليها وتنفذ في مدة زمنية محددة من دون مماطلة أو تسويف، وبينما أكدت المرجعية دعمها لحق التظاهر السلمي وفق الدستور والقانون؛ دعت المتظاهرين السلميين إلى الحذر مما تحيكه أطراف وجهات داخلية وخارجية شاركت بقمع العراقيين وتحمل أجندات فتنة وفوضى مستغلة أجواء التظاهرات الحالية.
وفي صورة تؤكد اصرار السلطات الثلاث "الرئاسية والتنفيذية والتشريعية" على تلبية مطالب المتظاهرين، ناقش رئيس الجمهورية، برهم صالح، ورئيس الوزراء عادل عبد المهدي، "التطورات الجارية والتعاون بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ودعم جهود الحكومة والإجراءات الإصلاحية التي اتخذتها لتلبية مطالب المتظاهرين" وهو الموقف نفسه، الذي أكده رئيس مجلس النواب، محمد الحلبوسي، خلال جلسة البرلمان أمس، حينما أكد قائلا : "سنطلق مبادرة وطنية تجمع السلطات الثلاث والأكاديميين والمراجع الدينية والطيف الاجتماعي لمعالجة المشكلات ووضع المطالبات الشعبية بالحقوق والواجبات اللازمة على السلطات تنفيذها وإشراك الامم المتحدة وفق جدول زمني وبعمل جدي".
وقال عبد المهدي، في بيان أمس السبت: "استمعت جماهير شعبنا يوم الجمعة الموافق 8 /11/ 2019 الى خطاب المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف"، لقد تظاهر شعبنا من مدنيين وعسكريين ترحيباً بالخطبة المباركة خصوصاً ما عبرت عنه بالفرصة الثمينة التي يجب عدم تضييعها. فالتظاهرات لم تحصل في ساحة التحرير او ساحات التظاهر الاخرى فقط، بل حصلت ايضاً واساساً في كل بيت واسرة، وفي نفس وعقل كل عراقي، وستعد دائماً نقطة تحول كبرى وواعية في كفاح شعبنا في مسيرته الظافرة.