الأسطورة والسرد

ثقافة شعبية 2020/01/19
...

 باسم عبدالحميد حمودي

 يفتتح رولان بارت كتابه (الأسطورة اليوم )-ت:حسن الغرفي- بالقول ( الاسطورة كلمة )وهو يعني أن الأسطورة تتشكل من مجموعة من الكلمات التي تظهر كرسالة,ولكنه يتساءل: هل كل شيء أذن  يمكن أن يكون أسطورة؟ ويجيب بلا تردد: نعم أعتقد ذلك لأن العالم في منتهى

 الأيحائية .
ان ذلك الخلاف بين الباحثين حول الاسطورة والخرافة والقصة والحكاية ينعكس  بشكل جلي في مقدمة كتاب (كبرى الحكايات العالمية) الذي حرره  أونتر ماير وترجمه  القاص الراحل غانم الدباغ . 
يقول ماير ان القصص التي يضمها الكتاب لا تقرأ للتسلية أو لما فيها من  الفانتازيا برغم ان القليل منها يقترب من الاعجوبة,ويضيف:
((أنها ليست حكايات عن الجان لكن معظم الأساطير لها جذور في التاريخ سواء في وقائعها أوكما يعتقد أنها وقعت ))
هكذا ترد صفات : أعجوبة ، حكاية، قصة،  اسطورة في جملة وصفية  واحدة عن كل هذه  المرويات السردية ,فكيف يمكن أن نضع تحديد الـ(أسطورة ) بارت العامة الشاملة التي تقبل رواية وتجسيد كل شيء عن طريق الكلمة؟
 أن الكلمة حياة ,وبذلك تكون صورة لأزداوجية الحدث وتخيله,رسمه على الورق كلمات وصعوده الى الذهن صورة متخيلة.
إن بارت لايستطيع رغم جهده الكبير أبعاد الأسطورة عن الجوهر الأساس الذي تنبني عليه فنيا مثلما تنبني (الحدوتة) و(القصة ) و(الخرافة ) وسائر التشكيلات المروية شفاها أو المدونة,ذلك أن الاسطورة تقوم اساسا على الدراما وعلى الصراع بين عالمين أو اكثر. 
 الواضح هنا ,أن جميع  هذه الأصناف الأبداعية الشعبية كانت ولا تزال خزينا أساسيا لصياغة البنية السردية الحديثة قصة ورواية أضافة للمسرح . 
أن الاصناف السردية الحديثة تأخذ من  الاساطير  ما ساعدها على بناء عالم متخيل حديث يقارب العجائبي الاسطوري ويحاكيه وفق قالب روي حديث,وخذ عندك مثلا(شفرة دافنشي غربا و(فرانكشتاين في بغداد ) عراقيا ومئات السرديات الحديثة الأخر) ..