يوسف النشابة .. ١٠ حكايات شعبيَّة من البحرين

ثقافة شعبية 2020/04/18
...

عادل العرداوي
 
خلال مشاركتي الاخيرة في ملتقى الثقافة الشعبية العربية ، الدورة الثانية ، المنعقد في جمهورية مصر العربية بداية نيسان 2020 ، توفرت لي الفرصة لان التقي واتعرف على مجموعة كبيرة ومرموقة من الباحثين والمهتمين بالفولكلور والتراث الشعبي يمثلون (16) دولة عربية.
كان من بينهم الباحث البحريني الدكتور يوسف احمد بن ماجد النشابة المهتم بتوثيق ملامح وصور من تاريخ بلاده، البحرين الشقيق، خاصة في مجال الطقوس والمعتقدات الشعبية بين الماضي والحاضر ، وعادات ورسوم الزواج ، وتراث الاشهر الهجرية وحكاية كل شهر منها ، فضلاً عن رصده وتسجيله واعادة صياغة مجموعة كبيرة من الحكايات الشعبية، سواء الخاصة بالكبار او الصغار في البحرين والتي استقاها من رواة من الجنسين من كبار السن او غيرهم ،سبق له ان التقى بهم وسجل نصوص تلك الحكايات والروايات منهم مباشرة ونشر اسماءهم فيها عرفاناً بالجميل وحفظ الحقوق، وقام بعدها باعادة صياغتها وطبعها في كتيبات مصورة بطباعة ملونة وبتصميم مشوق رفد بها مكتبة التراث الشعبي العربي وسد نقصاً واضحاً فيها .
خلال لقائي به طيلة ايام الملتقى الذي عقد في مدينتي القاهرة والمنصورة ، اهداني نسختين من مطبوعاته الشعبية تلك هما (الحكايات الشعبية التراثية في مملكة البحرين) الجزءان السابع والثامن اللذان ضم كل جزء منهما (5) حكايات شعبية شائعة يتداولها الناس في البحرين، خاصة تلك الحكايات الخاصة بالاطفال القريبة من مداركهم وفهمهم لمضامينها التي تدعو الى اشاعة قيم الفضيلة والخير ونبذ الشر والسلوك الاعوج في الحياة .
وفعلاً قد استمتعت استمتاعاً عذباً وانا اطالع واتابع احداث تلك القصص والحكايات التي قدمها لنا الباحث النشابة باسلوب مبسط ومشوق وساحر وهذا يدل على قدرته وخياله الخصب في رواية وتقديم احداث تلك الحكايات من دون ملل او ضجر.. ناهيك عن كون تلك الحكايات لها تأثير ملموس في تفكير وتصرف وسلوكيات الاطفال الذين يستمعون لها او يطالعونها وهي مدونة في تلك السلسلة الملونة المزودة بالرسومات المعبرة عن الاحداث الدرامية لكل حكاية ..
فمثلاً الحلقة السابعة من تلك الحكايات ضمت خمس حكايات كما اشرنا هي باسمائها:
(الكلبة الجميلة، الملك والعصيدة، ياداخل مصر مثلك الوف، حمدة الحقود، الشيخ الحليم).
وتبدأ كل حكاية منها بمقدمة مسجوعة وجميلة يتقبلها السامع او القارئ بسرور وشوق ومثال على ذلك ماورد في مقدمة حكاية الكلبة الجميلة نصاً:
(زور بن زرزور اللي عمره ماحلف ولا كذب زور، ذبح بكه وترس سبع اجدور وخله اللحوم والشحوم على الصواني اتدور..)
و تنتهي ايضاً بجملة مسجوعة هي الاخرى يعلن فيها الراوي عن نهاية الحكاية بقوله:
(.. وخلصت سالفتنا والخير لنا وللمعاريس والشر ليهم وللمناجيس...)
وهكذا الحال يسري مع الحكايات الخمس الاخرى التي ضمها الجزء الثامن من هذه السلسلة الصادر في عام 2010 وقبله الجزء السابع الصادر في عام 2008 ،المطبوعان بمطبعة الايام في العاصمة البحرينية/ المنامة، والحكايات حملت العناوين الآتية:
(قاتل سبع السبمنبع، والبنت القبيحة والمرايا ، والضرة مرة ولو كانت جرة، و طيري ياجرادة تره الجندب صادوه، وميم ما تمس الملح).
اذ تبدأً الحكاية الخامسة وهي ميم ما تمس الملح بهذه المقدمة القصيرة المسجوعة ايضاً:
(واول ما نبدي اكول : الف الصلاة على الرسول ، واذا صليتوا على النبي لا تنسوا ابو الفضايل علي).
وتختم بنهاية مسجوعة وطريفة تتناسب مع مدارك وعقلية الاطفال الموجهة لهم ونصها:
(سالفتنا خلصت وملصت وجت الغزالة وعنفصت..).
وتضمن هذا الجزء مقدمة قصيرة قدمها الدكتور النشابة وهو جامع وناشر هذه الحكايات الشعبية بعنوان (المحافظة على الموروث الشعبي) تطرق فيها الى اساليب حفظ التراث باللغة الفصحى واللهجة العامية واللغة المزدوجة واللغة المسموعة شفوياً والتوثيق بالصوت والصورة..
لا شك ان ما قدمه الدكتور يوسف النشابة عبر مجمل اصداراته ومشاركاته المتواصلة في المؤتمرات والملتقيات الثقافية داخل وخارج بلده جهود واضحة ومشكورة لحفظ تراث البحرين ومأثوراتها الشعبية التي وجدت فيها تشابهاً وتماثلاً مع ملامح تراثنا الشعبي العراقي وبقية البلدان العربية الشقيقة 
الأخرى.