المكنز الكوروني

ثقافة شعبية 2020/05/10
...

  باسم عبدالحميد حمودي
المكنز لغة هو ما يكنز ويحفظ فيه الشيء مما يدل عليه أداة للتخزين والحفظ واسترجاع المادة.
والمكنز بمعناه الحرفي مستودع أو خزانة المعرفة,وقداستخدم العالم بيتر مارك روجر مصطلح مكنزthesauruses عام 1852 في قاموسه المعروف.
وقد استخدمت دوائر المعارف الشعبية والاكاديمية مصطلح المكنز لحفظ المفردات المحكية في  شتى مناحي الحياة الاجتماعية  للجماعة والفرد داخل الجماعة,للحفظ والتحليل والمقارنة.
وجاء دخول الجائحة الكورونية العالم باسره ,وليس أرض الرافدين فقط,ليعدل قسرا من مسار الحركة الاجتماعية داخل المجتمع العالمي والبيئات المحلية,ومن مسار العادات والتقاليدالمعروفة والمتداولة.
لا عناق اذن عند اللقاء ولا مصافحة بل سلام من بعيد ...لدينا ,ولامسح الانف بالانف في البادية والخليج,ولا ملامسة اليد اليمنى للكتف الايسر في السودان..وقل غير ذلك في أمكنة أخرى..ومجتمعات اخرى.
ضعفت لقاءات رمضان وقل تجوال الاولاد في الشوارع طلبا للماجينة وصارت الصلاة فردية في المنازل,وقلت لقاءات الليل الرمضاني عند الناس  في  هذه الارض أو تلك...خوفا  مما لاتحمد عقباه!
وخلال حديث الناس ظهرت مصطلحات جديدة أو صار الـتأكيد على المختفي منها من حوار الناس ,مما يدخل في قوائم المكنز الفولكلوري العراقي مثل:
أتكرون
 كرونه لو كراون؟
عساك بكرونه
 عطستين بالمجلس
كون بكرونه ونخلص منه
 الطوب أحسن يو كورونه؟
وغير ذلك كثير.
ولتحليل هذه المصطلحات نقول أن (أتكرون) مصطلح قديم متداول شعبيا لا علاقة له سابقة بالفيروس القاتل وجاء نتيجة سقوط الرجل في مرض أو نتيجة لمعركة خاسرة سقط فيها,وجاء منها مفردة(كرونوه ) للدلالة على أيذاء جماعة لفرد.
أما عبارة(كرونه لو كراون؟) فهي البديل المزعج لعبارة (حمامة يو غراب؟) فالكراون تعني السيارة أو دليل النجاح و(كرونه ) دليل السلب
 والمرض.
هنا تأتي عبارات الدعاء السالب ضد الانسان المزعج والمؤذي مثل:( كرونه ) بدلا من (سخونة) أو (صخونه) وكذلك(كرونه ونخلص منه ) وما يتبعها من دعاء.
أطرف الأدعية الجديدة التي تضاف للمكنز الكوروني قولهم(كون عطستين بالمجلس) وهذا الدعاء اطلقته سيدة على مجلس نساء كن يتحدثن عنها بالسوء والحسد ,و(العطسة ) هنا داخل المجلس النسائي المحتشد تسبب ذلك المرض الوبيل.
اماالمثل المحور عن المثل الشعبي القديم ( الطوب أحسن يو مكواري) الى( الطوب احسن يو كورونه ) فقد اطلق للسخرية من هذا المرض القاتل الذي يودي بحياة الناس مثلما يفعل المدفع,وقد حرف اللفظ الى لفظ آخر.
بمضي الزمن سوف تنشأ الفاظ جديدة وامثال ومصطلح ناتجة عن وجود هذه الجائحة التي نتمنى زوالها عن الناس أجمعين.