عمامة جديدة للملك!

ثقافة شعبية 2020/05/17
...

 
ترجمة / عادل العامل
 
 
كان هناك في زمنٍ قديم ملكٌ عظيم. وفي أحد الأيام حضر رجلٌ شابّ أمامه وقال:
ــ “ يا مَلكي، سأنسج لك عمامةً من النوع الذي يمكن أن يراه المولود من أبوين معروفين، بينما لن يراها ابنُ الزنا “.
تعجَّب الملك من ذلك وأصدر أمراً بأن ينسج الحائك تلك العمامة، وتلقى الحائك الإذنَ من الملك، ومرت على ذلك فترة من الزمن. و ذات يوم لفَّ الرجلُ ورقةً من هذا الجانب ومن ذاك الجانب وجاء بها ووضعها أمام الملك قائلاً:
ــ “ أيها الملك، لقد نسجتُ لك تلك العمامة “.
وهكذا فتح الملك الورقة  فلم ير شيئاً فيها، ونظر جميع الوزراء و النبلاء الذين كانوا واقفين هناك إلى الورقة ولم يروا شيئاً أيضاً. فقال الملك مع نفسه “ ألا ترى؟ أنا ابنُ زنا إذن “. 
وحزنَ الملك لذلك. وفكَّر في الأمر وقال “ والآن، فإن علاج هذا الأمر هو أن أقول إنها عمامة رائعة وأبدي التعجب منها، وإلاّ سأكون في وضعٍ مخزٍ أمام القوم “. ثم قال للرجل:
ــ “ ليبارككَ الله! أيها الأسطى، إنها لَعمامةٌ رائعة، وقد أُعجبتُ بها كثيراً “.
عندئذٍ قال الشاب الحائك:
ــ “ أيها الملك، دعهم يأتوني بطاقيّةٍّ لألفَّ العمامة عليها لجلالتكم “.
فأتوه بطاقيةٍ، فوضع الشاب الحائك الورقة أمامه وراح يحرّك يديه وكأنه يلفّ العمامة، ثم وضعها على رأس الملك. فقال النبلاء الذين كانوا واقفين جميعاً هناك:
ــ “ ليباركها الله! أيها الملك، يا لها من عمامة لطيفة، جميلة! “
وراحوا يُثنون عليها كثيراً.
ثم نهض الملك وذهب مع وزيرين إلى غرفةٍ خاصة وقال:
ــ “ أيها الوزيران، أنا ابن زنا إذن ؛ فأنا لا أرى العمامة! “
فقال الوزيران: 
ــ “ ونحن لا نراها أيضاً، أيها الملك“.
و في نهاية الأمر عرفوا عن يقين أن العمامة لا وجود لها، وأن الأمر كان مجرد خدعة من ذلك الحائك ربما للحصول على مال أو لقصدٍ آخر .. الله أعلم! 
 
· حكاية شعبية من تركيا