الإرواء وسقاية الماء أيام زمان

ثقافة شعبية 2020/06/03
...

علي ناصر الكناني
 
لا ينسى أهالي بغداد أيام زمان معاناتهم من قله الماء، قبل أنْ يتم ضخه عن طريق المكائن، إذ كانوا ينقلون الماء بواسطة القرب المعمولة من جلود الأغنام بعد دبغها. أما (السقا) الذي يبيع الماء فكان يحمل قربته على ظهر دابته وينادي خلال تجواله قي الأزقة (هوي هي) أي هذي هي القربة مملوءة بالماء. 
وبقي الأهالي يشربون الماء هكذا حتى سنة ١٨٨٩ أيام الوالي (سري باشا) الذي أنشأ في ساحة (خان لاوند) حوضاً كبيراً للماء لإرواء الناس. فكانت نساء محلة الفضل وما جاورها يأتين ذلك الحوض ويأخذن منه الماء بواسطة إناء معدني يسمى (المشربة). وفي سنة ١٩٠٧ أيام الوالي (حازم بك) أنشئتْ ماكنة لضخ الماء نصبت في شريعة الميدان يتوزع الماء منها عن طريق أنابيب مقابل أجور شهرية مقدارها عشرة قروش صحيحة لكل دار وبذلك ارتاح الناس من عناء الإرواء وخاصة الجوامع والحمامات التي كانت تعتمد على مياه الآبار المالحة، أما إرواء البساتين والحدائق المحيطة بمدينة بغداد فكانت تسقى بواسطة (النواعير) التي تسحبها 
الحيوانات.
كما أنّ أول ماكنة لصناعة الثلج أسست في بغداد فكانت في العام ١٨٨١م في شريعة الميدان وكانوا يضعون الثلج داخل علف الحيوانات (التبن) خشية ذوبانه ويباع الكيلو (بقرش
صاغ)!..