{كورونا ركّعنا وأظهر هشاشة عالمنا}

بانوراما 2020/07/20
...

جوهانسبرغ/ أ ف ب
 

أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن فيروس كورونا المستجد كشف “البنية الهشة” للمجتمعات وقد يدفع بمئة مليون شخص إضافي إلى الفقر المدقع.
وقال غوتيريش الذي تحدّث في الذكرى الـ102 لميلاد أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا الراحل نلسون مانديلا إنَّ فيروس كورونا المستجد “يسلّط الضوء” على عدم المساواة في العالم.
وأفاد “ركّعنا فيروس مجهري. أظهر الوباء هشاشة عالمنا”.
وحذّر خلال محاضرة عبر الإنترنت نظمتها مؤسسة نلسون مانديلا في جوهانسبرغ من أنَّ “مناطق بكاملها كانت تحقق تقدماً باتّجاه القضاء على الفقر والحد من عدم المساواة عادت سنوات إلى الوراء في أشهر”.
وأشار إلى أنَّ التداعيات الاقتصادية للوباء، الذي أصاب أكثر من 14 مليون شخص حول العالم وأودى بنحو 600 ألف، تؤثر بشكل أكبر في العمال غير الرسميين والأعمال التجارية الصغيرة والنساء.
وقال “نواجه أعمق ركود عالمي منذ الحرب العالمية الثانية. قد يدفع بمئة مليون شخص إضافي إلى الفقر المدقع. قد نشهد مجاعات بمستويات تاريخيَّة”. ورأى أنَّ الفيروس كان بمثابة “أشعة سينية” كشفت “الكسور في البنية الهشة للمجتمعات التي أسسناها”، مشيراً إلى عدم المساواة في تقديم الرعاية الصحية والتفاوت في المدخول والتغير المناخي.
وتابع “إنه يكشف المغالطات والأكاذيب في كل مكان... الوهم بأننا نعيش في عالم ما بعد العنصرية. الأسطورة بأننا جميعاً في القارب نفسه”.
وأفاد أن الأشخاص الـ26 الأثرى في العالم يملكون ثروات تعادل نصف تلك التي يملكها نصف البشرية.
وتدارك “لكن الدخل والأجر والثروات ليست المقاييس الوحيدة لانعدام المساواة”.
واورد غوتيريش أن الناس ينفد صبرهم جراء الفوارق والتمييز في مختلف المجتمعات.
وأشار خصوصا إلى الحركة العالمية المناهضة للعنصرية التي أثارها مقتل الأميركي الأسود جورج فلويد بيدي شرطي أبيض في أيار، معتبرا أنها “مؤشر آخر الى أن الناس نفد صبرهم”.
ودعا إلى التوقف عن “اللامساواة والتمييز بحيث يتم التعامل مع الأشخاص كمجرمين على أساس لون بشرتهم” وعن “العنصرية البنيوية” و”اللامساواة الممنهجة”.
وأكد أن الفيروس وفّر فرصة للقادة لبناء عالم “أكثر مساواة واستدامة”.
وقال “نحن عند نقطة اللاعودة. لكننا نعرف على أي جانب من التاريخ نقف”. وأودى فيروس كورونا المستجد بـ596,742 شخصا على الأقل منذ نهاية كانون الأول، وفق آخر حصيلة. 
وتم تسجيل أكثر من 14 مليونا و74 ألفا و520 إصابة مثبتة في 196 بلدا ومنطقة. 
والولايات المتحدة هي أكثر دول العالم تضررا لناحية الوفيات والإصابات، بتسجيلها 139 ألفا و266 وفاة من ثلاثة ملايين و647 ألفا و715 إصابة، تليها البرازيل إذ بلغ عدد الوفيات على أراضيها 77,851 ثم بريطانيا مع 45119 وفاة ثم المكسيك مع 38310 وفاة وإيطاليا التي سجّلت 35028 وفاة.
وفي اسبانيا، واحدة من الدول الأكثر تضررا بالوباء مع تسجيلها اكثر من 28 ألف وفاة، دعي نحو أربعة ملايين شخص في برشلونة إلى “ملازمة المنازل” إلا للضرورة في محاولة لوقف انتشار وباء (كوفيد – 19).
وأعلنت الحكومة المحلية إغلاق صالات السينما والمسارح والملاهي الليلية، ومنعت ايضا زيارة دور رعاية المسنين والتجمعات لأكثر من عشرة أشخاص. وسيتعيّن على المطاعم خفض قدرتها الاستيعابية بنسبة 50 في 
المئة.
من جانبه أشار رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إلى “مراقبة من كثب” للوضع الصحي في كاتالونيا ولم يستبعد إغلاقا جديدا للحدود مع إسبانيا.
بينما تسجل الولايات المتحدة ارتفاعا في عدد الإصابات منذ عدة أسابيع في جنوب وغرب البلاد، قامت السلطات المحلية في ولايتي تكساس وأريزونا بطلب شراء شاحنات مبردة لرفد الطاقة الاستيعابية
للمشارح.
وأعلنت الحكومة الأرجنتينية الجمعة تخفيف إجراءات الحجر في منطقة العاصمة رغم ارتفاع معدل الإصابات بفيروس كورونا المستجد. وذكرت منظمة الصحة العالمية في البرازيل أن الوباء وصل إلى “الذروة” داعية السلطات إلى اغتنام هذه “الفرصة للتصدي للمرض”.