خططٌ مفصلة لإزالة تمثال (روبرت لي)

بانوراما 2020/09/15
...

 دينيس لافوي وسارا رانكين
 ترجمة: شيماء ميران
عند وصول تمثال الفارس البرونزي للقائد العسكري 
(روبرت إدوارد لي) من باريس على سكة الحديد في ريتشموند عام 1890، شارك الآلاف من الرجال والنساء والاطفال في نقل اجزائه لمسافة تبعد اكثر من كيلومترين تقريبا، حيث الموقع الذي نصب فيه تقديرا لبطل الكونفدرالية الأميركية.
اليوم وبعد 130 عاما، يواجه خبراء الصيانة خططا معقدة لتفكيكه والمحافظة عليه ونقله الى دائرة الخزن، وعليهم ان يضمنوا سلامة العمال وسط الجدل المحتدم حول ما اذا كان التمثال يمثل جزءا مهما من التراث الجنوبي، أو رمزا لاستعلاء البيض والتمييز العنصري. ففي حزيران الماضي، اعلن حاكم فيرجينا رالف نورثام خططا لإزالة التمثال البرونزي العائد للدولة، والذي يزن 13 طنا وبارتفاع اكثر من ستة امتار، ويجسد التمثال القائد (لي) وهو على فرسه، مستندا الى قاعدة من الغرانيت تبلغ ضعف ارتفاعه تقريبا، لكن هذه الخطط اوقفت مؤقتا بسبب دعوة قضائية، إلا ان نورثام تعهد بإنزاله بسرعة، اذا رفع القاضي قرار منع الإزالة.
وتغطي قاعدة التمثال اليوم بعض العبارات المكتوبة، بعد ان اصبح مركز الحركة الاحتجاجية في ريتشموند عاصمة الكونفدرالية السابقة التي تخلصت ببطء من بقايا ماضيها. كما اُنزلت في ايار الماضي اربعة تماثيل اخرى مملوكة للدولة من شارع النُصب التذكارية التاريخية لريتشموند، استجابة للاحتجاجات العنيفة احيانا.
وضعت الشركة البنسلفانية (بي.ار. هاورد) المختصة بحماية الفن والحفظ التاريخي خطة تهدف الى إزالة 16 مسمارا برونزيا لفصل التمثال عن قاعدته وإزالة سرج ولجام حصان (لي)، ثم ربطه بأحزمة وإنزاله باستخدام رافعة.
يشير النحات (بول ديباسكوال)، الذي صمم ونحت نصب ريتشموند التذكاري لإسطورة التنس الاسود (ارثر آش)، الى أنه من المتوقع استخدام رافعة لإزالة تمثال (لي) بحجم تلك التي جُلبت من ولاية كونيتيك، لإزالة تمثالي (جيمس ستيوارت وستونويل جاكسون) الذي سبق وأن عمِلَ مستشارا على 
إزالتهما.
ونظرا لضخامة التمثال سيتم تفكيكه الى ثلاثة اجزاء، لتسهيل عملية نقله من تحت الجسور العلوية للطرق السريعة المقيدة بارتفاعات تتراوح ما بين 4 - 4.5 متر الى موقع خزن لم يكشف عنه. 
ويؤكد ديباسكوال ان إنزاله قد يُلاقي بعض الصعوبات، لكن يمكن القيام بذلك بأمان من خلال المحافظة على سلامة النصب الفنية الذي يُعد اكبر وأشهر التماثيل الكونفدرالية في اميركا.
 
تهديد العمال
يقول ديباسكوال: «إن رفعه وتجزئته يشكلان تحديا، ثم كيف سيتم تحميله؟ وانتم تريدون نقله بسلامة»، مضيفا ان هناك اهتماما شعبيا قويا لحضور عملية انزال النُصب التذكارية، لأهميتها التاريخية ورمزية إزالة تماثيل الكونفيدرالية. ويقول: «ما ان تُزال، ينفصل التاريخ عن سبب وجودها وانزالها. فهي معلَمٌ بارز في تجربتنا الثقافية، واعتقد سواء اُدرك الامر ام لا، لهذا يريده الناس موجودا هناك».
وتهدف الخطة إلى تجزئته على طول الطيات والدرزات الموجودة لتقليل اي ضرر. وبالاعتماد على التقارير المكتوبة لوصف تجميع التمثال عام 1890، فان اول جزء يُفصل سيكون قاعدته المصبوبة وارجل الحصان، والثاني جسم ورأس الحصان، اما الجزء الثالث فهو تمثال (لي) من الخصر إلى الاعلى.
ويوصي المشرف ان تجري التجزئة بعيدا عن الناس حفاظا على سلامتهم وسلامة 
الطاقم.
لقد اثارت إزالة النصب الكونفدرالي توترات شديدة في اماكن اخرى من اميركا، فتعرّض المعنيون بإزالة الآثار الكونفيدرالية في نيو أورليانز عام 2017 الى تهديدات، إذ كانوا يرتدون سترا واقية للرصاص وخوذ الرأس ويغطون وجوههم لإخفاء شخصياتهم احيانا اثناء العمل ليلاً.
واقترح رئيس البلدية (ميتش لاندريو) إزالة التماثيل بعد مذبحة 2015 لتسعة من الأبرشية السود في كنيسة ساوث كارولينا على يد مسلح أعلن عنصريته. 
ولدى شركة (بي.ار. هاورد) خطة منفصلة لتفكيك قاعدة تمثال (لي) التي يبلغ ارتفاعها 12 مترا، رغم ان إدارة نورثام لم تتخذ قرارها بعد بشأن هذا الجزء من التمثال.
كما تهدف الخطة الى التقاط الصور او إجراء مسح ثلاثي الابعاد للقاعدة، وجرد مئات من كتل الكرانيت ومنحوتات زخرفية لتمييزها وتحديدها. ثم سيفكك العمال فواصل القطع الفردية، وستوضع جميع القطع المفككة على الواح تحميل بشكل طبقات وتغليفها لحمياتها خلال نقلها وتخزينها.
ومن الجدير بالذكر إن تمثال (لي) من عمل النحات الفرنسي المشهور (ماريوس جان أنطونين ميرسييه)، ويعد «تحفة رائعة» بحسب ترشيحه في السجل الوطني للأماكن التاريخية، إذ تم إدراجه لهذه المكانة منذ 2007.
 
عن صحيفة اي بي سي نيوز