طهران تستعد لاطلاق قمرين صناعيين بواسطة مسبار ايراني الصنع

--- 2019/01/14
...

 
طهران / صالح الشيخ خلف 
قالت ايران امس الاثنين انها ستطلق قريبا قمرين صناعيين بواسطة مسبار من صنع ايران معارضة بذلك الدعوات التي اطلقها وزيرا خارجية الولايات المتحدة مايك بومبيو والفرنسي جان إيف لودريان بعدم استخدام او اجراء تجارب على صواريخ بالستية، في الوقت الذي قالت فيه وزارة الخارجية الايرانية ان اطلاق الاقمار الصناعية لايتعارض مع المواثيق الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي .
 
ونقل الرئيس حسن روحاني ان ايران ستطلق خلال الايام القريبة المقبلة قمرين صناعيين عبر مسبار ايراني الصنع من داخل الاراضي الايرانية، مشيرا الى ان القمرين والمسبار ايرانيا الصنع بعد ان تنصلت دولة اوربية من تعهداتها مع ايران للمساعدة في صناعة القمر واطلاقه للفضاء الخارجي . 
واوضح روحاني الذي كان يتحدث امس في تجمع جماهيري في مدينة كركان شمال شرق البلاد ان القمر “بيام” الذي يعني الرسالة سيطلق الى الفضاء على بعد 600 كليومتر حيث يعمل على دراسة الانواء الجوية والزراعة والمياه الجوفية والغابات .
وراى ان هذا القمر يعتبر الاول من نوعه تطلقه ايران بعد اطلاقها لعدد من الاقمار التي كانت في اطار البحوث لكن القمر “بيام” يقوم بمهام عملياتية لتغطية كافة النشاطات على الاراضي الايرانية، لافتا الى انه يقوم بالدوران على الاراضي الايرانية ست مرات يوميا . 
وكان وزير الخارجية الامريكي مايك بومبيو قد حذر طهران الاسبوع الماضي من معارضة القوانين الدولية وقرارات مجلس الامن الدولي باستخدام صواريخ بالستية،  الا ان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية بهرام قاسمي راى ان المسبار الايراني مدني وهو يختلف عن الصواريخ البالستية المستخدمة للاغراض العسكرية وبذلك فانه لا يتعارض مع القرار 2231 الصادر من مجلس الامن الدولي .
واذا اطلقت طهران القمرين الصناعيين فان ذلك يعتبر تحديا صارخا للموقف الامريكي والفرنسي حيث تعمل الدول الاوروبية لطرح آلية تعاونها المالي مع ايران في الوقت الذي سعى وزير الخارجية الامريكي بومبيو خلال زيارته الاقليمية التي انتهت امس الاثنين الى ايجاد تحالف اقليمي دولي موجه ضد ايران .
ووصف قاسمي تصريحات وزيري خارجية الولايات المتحدة وفرنسا بشان الصواريخ البالستية بانها “خاطئة ومضللة”،  معتبرا ايران دولة مستقلة ولها الحق باستخدام التقنيات الحديثة دون انتظار موافقة الاخرين.
الى ذلك ، اعتبر قاسمي ان بلاده سترد على اية خطوة معادية لايران بما يحفض استقلالية القرار الايراني والمصالح الايرانية في اشارة له لعقد مؤتمر دولي دعت اليه الولايات المتحدة وتحتضنه بولندا الشهر القادم لمناقشة “النفوذ الايراني” في منطقة الشرق الاوسط .
وقال قاسمي في ايجازه الاسبوعي امس الاثنين ان بولندا لديها الحق باقامة مؤتمر دولي لكن ذلك لا يعني ان تحقق بذلك اهداف دول وقوى اخرى على حساب اصدقائها .
الى ذالك انتقد قاسمي بطء الاتحاد الاوروبي في طرح آلية التعامل مع البنوك الايرانية لكنه اعرب عن رغبة ايران في التعاون مع الاوروبيين وصمود الاتفاق النووي .
وراى ان الاتحاد الاوروبي يقع تحت طائلة الضغوط الشديدة التي تمارسها الحكومة الامريكية من اجل منع اي تعاون مالي مع ايران مهما كانت التكاليف، لكنه قال ان الاتحاد الاوروبي لدية رغبة في تنفيذ التعاون المالي مع ايران بالرغم من الضغوط الامريكية المتزايدة .
ونفى ان تكون المنسقة الاوروبية للشؤون الخارجية قد طالبت ايران بضمانات امنية وسياسية قبل طرح الالية المالية للتعاون بين الجانبين، مشيرا الى ان المباحثات الثنائية تتركز على القضايا الواردة في الاتفاق النووي دون تدخل اي من الملفات الاخرى .
مصادر دبلوماسية اوروبية قالت لـ “الصباح” ان الاتحاد الاوروبي سوف يطرح آلية تعامله المالي مع ايران في غضون الاسابيع القادمة، مشيرة الى ان الاوروبيين لا يريدون اغضاب الجانب الامريكي ويبحثون عن طرق سلمية وغير تصعيدية للتعاون مع ايران.