بوح متأخر

ثقافة شعبية 2020/12/05
...

 ماجد عودة
في مكتبتي العشرات من الكتب، التي تتوزع ما بين الشعر والادب والاعلام والتاريخ والرواية والقصة القصيرة، لكن يدي هذه المرة امتدت الى حيث اول ديوان شعري اصدرته الشاعرة والتربوية الست انوارعبدالكاظم الربيعي، والذي يحمل عنوان "بوح لايخصك" وقد بدأت بتصفح اوراقه وقراءته للمرة الثانية.
وحينها انتابني فرح ما بعده فرح وانا استذكر اياما وليالي، انتظاره الذي استمر لسنوات حتى كنت شاهداً على ولادة هذا الوليد ليرى النور، اخيراً ذلك البوح المتاخر الذي يختزل سيرة ابداعية للشاعرة الربيعي. 
وتذكرت حينها ماكتبته لها حيث قلت: اقف احتراما لكل ماكتبتي ايتها الفراشة الضوء، وانت تحلقين في سماء الابداع، لتشكلي اضافة جديدة للمشهد الشعري العراقي مزدانة بألق لايضاهيه ألق، هي ليست كلمات مجاملة بل هو الصدق بعينه؛ كونه يأتي في زحمة الاحباطات والانكسارات التي عبثت بمقدراتنا ليزيح عنا كل هذا القهر والالم والحزن بفقدان الاحبة، وما أكثرهم واعزهم وهم يوقظون فينا كل يوم ذكريات طفولة مسروقة وبراءة مقتولة مع سبق الاصرار والترصد، ليمنحنا ذلك نقطة ضوء في نهاية النفق علنا نستدل به الى حيث تاخذنا خطواتنا في عالم الحلم وربما الخيال؛ لنقول من خلاله اننا "هنا" وهي أمان غائبة تبحث عن مساحة من الاستدلال فيها الكثير من المعاني الانسانية السامية، لانها تجعلك تستحضر العديد من القيم والنبل ومسيرة الابداع، بل هي تختزل دورة حياة كاملة.