تقاسيم العشق

ثقافة شعبية 2021/02/13
...

 سعد صاحب 
 
 
شاكر السماوي شاعر المخيلة المتحررة، والخيال الجارف لكل ما يعترضه؛ فهو لا يقف عند حافة معينة ولا يخشى العوائق، وطبيعته في الكتابة استغلال اقصى ما توفره الحرية، والدفع بالقصيدة الى اخر حدود الابداع : «وصرت بروازينه شمس.. صرت ابمناشيره حلم.. صرت وكفه وشجاعه ونخوه واعناد.. صرت بلا حلف بغداد بغداد.. صرت بلا كلبجه لا ندم لا خوف لا تشريد».
والابداع برأي السماوي، هو مواصلة مشروع التحديث الحقيقي من دون شروط مسبقة، وان الصياغة النهائية لكل انجاز تكون بتوقيع المبدع نفسه، بعيدا عن الرقيب وعن المراعاة السلبية لمطالب الجمهور، ومحاربة كل ما يؤدي الى التراجع، من الكسل والمجانية والاستسهال والخوف من اقتحام الممنوع.
«ومثل النكر هالتركض بيها اسنين الدف.. كل نبضه ابايقاع النبضه.. تكسرنه وتركص ع الجرجف.. شط يمشي بكل ميسم غابة.. تزحف فوك الفي تصبيح.. ومثل ارماد ابتالي الريح.. شوكي يغربلني اعلى اسنيني.. دمعه ترد ودمعه اطيح».
والسماوي شجاع برمزيته الاخاذة، وساحر باساطيره الملهمة، وشخوصه التراثية المنتقاة، ومثير بكل تجلياته الغامضة، ومربك بذوقه المختلف، ومحير بعقله المتمرد على كل قانون، وصادم بتطلعاته الخالية من المنفعة المادية، ومن الغائية الذميمة: «ودمعتي فوك الضوة جانت تسوح.. صوره ياخذها القطار.. اسراب يرسمني ويعيد.. غربه تحديني وتوديني.. على اجروحي بريد».
السماوي مبتكر الصورة الشعرية المركبة، الجزء الواضح منها واقعي، والجزء الغاطس في جبل الجليد، مزيج من الحلم والتداعي والتشويش والهذيان: «وجان الشارع بيني وبين الديوانية.. جان الشارع.. يركضني ويركضني ويركض».
كل هذه الطروحات وسواها، موجودة في كتاب الناقد ريسان الخزعلي «شاكر السماوي.. جماليات التجديد في الشعر الشعبي العراقي» الصادر عن دار الرواد
 المزدهرة.