كيف ستتصدى روسيا لطائرات «أف- 22» و«أف- 35»؟

بانوراما 2021/06/14
...

  مارك إبسكوبوس
  ترجمة: أنيس الصفار  
 
الجيل القادم من منظومة «أس- 500» الروسية آت في الطريق، ومن المقرر أن يكون مستعداً لمواجهة أشد منصات اسلحة حلف الناتو الخفية تقدماً.
في اجتماع عقد في وزارة الدفاع مؤخرا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: إن برامج التحديث العسكرية الروسية الشاملة ماضية في تقدمها وفق الجدول المقرر. واضاف بوتين إن «احدث منظومات السلاح والمعدات العسكرية بدأت تتدفق بكثافة الى الجيش والبحرية، والامكانات المستقبلية للثلاثي النووي قد تعززت بصورة جذرية، كما وسعت البحرية قدراتها القتالية بشكل كبير، خصوصاً بالنسبة للسفن الحربية حاملة صواريخ كروز «كاليبر».
أشار بوتين الى أن ما يصل الى 70 بالمئة من وحدات القوة الجوفضائية المزودة بصواريخ «أرض- جو» قد تم تحديثها بإدخال منظومة الدفاع الصاروخي «أس- 400 ترايمف»، واضاف ان الجيل التالي الذي سيخلف «ترايمف»، وهي المنظومة المسماة «أس-500 ترامفاتور أم» توشك ان تدخل الخدمة. فمنظومة «أس- 500»، التي تكاد تنهي آخر مراحل التجربة بنجاح، قد قاربت الاكتمال والخطوة التالية الآن هي تسليمها للجيش. وجاء في التقارير مؤخراً ايضاً ان الجيش الروسي بدأ يتسلم دفعات من محطات رادار «يينسي» التي يحتمل ان تكون جزءاً مكملاً لمنظومة «أس- 500».
منظومة «أس- 500» القادمة لا تتفوق على سلفها «أس- 400» في أغلب الجوانب والوجوه فحسب، بل تضيف الى ذلك التفوق مجموعة كبيرة من القدرات التي تضعها في فئة لوحدها. فبواسطة صواريخها المطوّرة من سلسلة «77 أن 6» ستتمكن منظومة «أس- 500»، وفقاً للتقارير، من اعتراض صواريخ كروز التي تفوق سرعتها سرعة الصوت وأية اهداف جوية اخرى تطير بسرعات تصل الى خمسة اضعاف سرعة الصوت. بإمكان منظومة «أس- 500» ايضاً ان تشتبك مع الصواريخ البالستية ضمن مديات تصل الى 600 كيلومتراً كما يمكنها استهداف ما يصل الى عشرة رؤوس حربية صاروخية تطير بسرعة تتجاوز 6 كيلومترات في الثانية. كانت الجهة المصنعة لمنظومة «أس- 500»، واسمها «ألماز أنتي»، قد ادعت في وقت سابق ان المنظومة قادرة ايضاً على تهديد بعض الانواع من الاقمار الاصطناعية التي تطير في مدار منخفض، ولو ان المدى الكامل لمستوى ادائها عند الارتفاعات القصوى ليس واضحاً بعد.
 
اضافة وليست بديلا
من بين احدث مشاريع أسلحة الكرملين تبرز منظومة «أس- 500» كأكثر الردود مباشرة وقوّة على طائرات الجيل الخامس الأميركية الشبح التي تنتجها شركة «لوكهيد مارتن»، مثل «أف- 35 لايتننغ 2» و»أف- 22 رابتور». فبفضل ما تمتلكه من وسائل استهداف عالية الدقة وشبكة قدرات متقدمة تعلن «ألماز أنتي» والمراقبون في الجيش الروسي بكل ثقة أن «أس- 500» سوف تتمكن من مجابهة تكنولوجيا الاجسام الطائرة واطئة الرصد. يقول «بافل سوزينوف» رئيس مؤسسة» ألماز أنتي»: «أس- 500 « ضربة للعنجهية الأميركية. فمنظومتنا هذه قادرة على تحييد الاسلحة الدفاعية الأميركية والتفوق على جميع المنظومات المضادة للطائرات والصواريخ التي هلل لها الأميركيون كثيراً».
تحدث نائب وزير الدفاع الروسي «أليكس كريفوروشكو» الى مراسلي وكالات الانباء فقال أن منظومة «أس- 500» ستدخل الخدمة بحلول نهاية العام الحالي؛ بعد انهائها مرحلة الاختبار ومعها رادار «فورونيش» الذي يبلغ طوله الموجي مدى متر. ولم يذكر عدد وحدات «أس- 500» التي من المقرر انتاجها ولا السرعة التي سيتم بها ذلك، رغم إن «أس- 500»، على ما يبدو، لن تحل محل نظيرتها «أس- 400» على نطاق واسع في وقت قريب. منظومة «أس- 500 ترامفاتور أم» سوف تسد ثغرة فريدة في الاداء أمام اشد التهديدات التي تواجهها روسيا تعقيداً لعقود مقبلة، لا سيما الاسلحة الاسرع من الصوت ومقاتلات الشبح المتقدمة التي تتمتع بقدرات الاختراق العميق. 
لكن الثابت هو أن منظومة «أس- 500» ليست بديلاً لمنظومة «أس- 400» بقدر ما هي طبقة مضافة الى شبكة الدفاع الجوي الروسي ذات النظام الطبقي، ومعنى ذلك انها ستدخل الخدمة الى جانب منظومات الدفاع الصاروخي الاخرى الاقل تقدماً مثل «أس-400» و»أس- 300» والقائمة الروسية الواسعة من منظومات صواريخ ارض جو (سام) القصيرة والمتوسطة المدى. 
 
عن مجلة «ناشنال إنترست» الأميركية