التدخين الالكتروني.. موت برائحة جذابة

بانوراما 2021/09/03
...

 سالي هوكينز، نيز ووكر، 
   آشلي ريغل وأنتوني ريفاس 
 ترجمة: ليندا أدور
كانت متأكدة من انها ستموت، وهي جالسة في السيارة التي يقودها والدها مسرعا الى المستشفى، لا تستطيع التنفس، {أتذكر فقط شعوري المطلق..لا شيء..لا أقوى على فعل أي شيء، لا أستطيع شرب الماء أو التحرك، وكأنني، بالضبط، بدأت أنسل بعيدا عن جسدي}.
بهذه الكلمات تستذكر سيما هيرمان (18 عاما)، ما حدث معها، عندما كان أطباء مركز رونالد ريغان الطبي في لوس أنجلوس يهتمون برعايتها، لكنهم كانوا في حيرة من أمرهم، فقد أظهرت صور الأشعة السينية للصدر وجود مناطق ضبابية أسفل رئتيها، التي قالت عنها الطبيبة كاثرين ميلاميد، أخصائية أمراض الرئة، بأنها قد تكون ناجمة عن التهاب رئوي: {أفضل تخمين لدي هو أنها رد فعل التهابي عميق لمنتجات التدخين الألكتروني او بعض مكوناته}.
 
رئتان فاشلتان
بعد مرور يومين، ولعدم قدرتها على التنفس، اضطر الأطباء لوضع هيرمان على جهاز التنفس الاصطناعي، لكن، بعد وقت قصير، أصيبت بغيبوبة مستحثة طبيا. أثناء ذلك، كشفت ابنة عمها عن سر كانت هيرمان تخفيه عن والديها، وهو ما ساعد في الوصول إلى إجابات لحالتها تلك. فقالت: {أتعلمون انها تدخن السكائر يوميا؟}، تحدثت ستايسي هيرمان، والدة سيما، مندهشة من حديث الفتاة بأنها تدخن السكائر الالكترونية كل يوم، فذهبت وأخبرت الأطباء في الحال}. بعدما أفاقت سيما من غيبوبتها، غادرت الفتاة المستشفى بعدها بخمسة أيام، لكن مع استمرار ارتباطها بجهاز التنفس الاصطناعي ليساعدها في ضخ الأوكسجين الى رئتيها الفاشلتين. قررت هيرمان، التي كانت تقول انها تدخن سيجارة كل 10 الى 15 دقيقة، بأنها ستدعو إلى مكافحة التدخين الألكتروني. 
ومع ضعف قدرتها على الكلام، طلبت ورقة وقلما، لأنها كانت الطريقة الوحيدة لديها للتواصل، فكتبت عبارة {أريد أن أبدأ حملة لا للتدخين الالكتروني، وهو أول شيء فكرت به بعد أن فتحت عيني}. ربما تكون قصة هيرمان هي واحدة من بين سلسلة من الحالات المرضية الخطرة، ربما تهدد الحياة في بعض الأحيان، والمرتبطة بالتدخين الالكتروني. 
وفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، كانت هناك 6 حالات وفاة وأكثر من 450 حالة محتملة مصابة بأمراض الرئة في 33 ولاية أميركية جميعها مرتبطة بالتدخين الالكتروني، خلال العام الماضي، وأشارت الى أنه الى جانب النيكوتين، تحدث المرضى عن استخدامهم السكائر الالكترونية التي تحتوي على سوائل فيها مادة الكانابينويد، مثل تي أتش سي THC ، وهو المركب النشط في الماريجوانا. 
 
أزمة ناشئة
كانت معظم الحالات لمراهقين، فقد قضى تريستان زوفلد، (17 عاما) 18 يوما في المشفى إثر معاناته من أعراض متعلقة بالتدخين الالكتروني، حين ذكر بأنه كان يعاني من التقيؤ في كل وقت ومكان. كما تم إدخال طالب بالمرحلة الثانوية المستشفى في تكساس بعد تدخينه للسكائر الالكترونية.
تخشى ميلاميد، كغيرها العديد من مسؤولي الصحة، أن تكون الأمراض المرتبطة بالتدخين الالكتروني أزمة ناشئة، اذ وفقا للمسح الأميركي عن التبغ بين الشباب، سجلت زيادة بنسبة 78 بالمئة بين طلاب المدارس الثانوية في استخدام السكائر الالكترونية خلال العامين الأخيرين. 
تقول هيرمان إنها بدأت تدخين السكائر الألكترونية، عندما كانت في الخامسة عشرة من العمر، وانها اشترتها من متجر السكائر بالرغم من كونها قاصرا، فقد أخبرت عمال المتجر عندما سألوها عن عمرها بأن عمرها 22 عاما. تشير سيما الى أنها كانت تتمتع بصحة جيدة والنشاط عندما بدأت بالتدخين لأول مرة. لكن، بدأت قدراتها وقابليتها على الرقص والرياضة بالتراجع مع تصاعد عادتها في التدخين، الى الحد الذي وصلت فيه أن تدخن لفيفة ألكترونية من النيكوتين يوميا، اذ يصل أجمالي كمية النيكوتين الموجود في اللفيفة الألكترونية الواحدة هو نفسه الموجود في علبة سجائر عادية. 
 
{سوف تقتلك}
{لم أكن أنظر لنفسي على انني مدخنة”، تقول سيما هيرمان مضيفة {كان مجرد نوع آخر من التدخين، التدخين الالكتروني يبدو وكأنه لا شيء، كأنك لا ترتكب خطأ}. 
وخلال العامين اللذين دأبت فيهما على التدخين الألكتروني، فقدت نحو 25 كيلوغراما من وزنها من دون تدخل نظام غذائي، لأنها كانت تشعر بأنها مريضة طوال الوقت، اذ غالبا ما كانت تعاني من الدوار والغثيان، من دون أن تلاحظ أن هناك تغييرافي مظهرها. 
لكن، مع تفاقم حالتها الصحية، اضطرت حتى للتوقف عن الذهاب الى المدرسة، لم يتمكن الأطباء حينها، من تفسير أو تقديم إجابات عن سبب حالتها، إلى أن أخبرتهم بأنها تدخن السكائر الالكترونية. {أخبرت كل طبيب ذهبت اليه بذلك، لأنني بالفعل كنت أعاني من وضع صحي خطير}، مضيفة {أردت أن أتأكد بأن التدخين لا يزيد الأمور سوءا}.
والدة هيرمان تلقي بالتهمةعلى صناعة السكائر الالكترونية بكل مفرداتها، لأنها تستهدف المراهقين عمدا، وتقول: {انهم يسوقون هذا الدمار إلى المراهقين الصغار، فيضعونها في علب وردية وارجوانية جميلة، أشعر بالغضب لأن ابنتي كانت تظن أنه ليس تصرفا خاطئا وان الجميع يفعلون ذلك}، انطلاقا من شكله ورائحته المزوقة كرائحة المانجو او العلكة، التي تزين لهم المتعة بذلك.
يحدو هيرمان أمل أن يساعد نشر قصتها الى الناس في الحد من استخدام السكائر الالكترونية، وتقول بأنها ستخبر كل المراهقين الذين يرغبون بتجربة تلك السكائر اللعينة بأنها هي أيضا أرادت تجربتها لمرة واحدة فقط، لكن بعد ذلك: {استمرت تجربتي مرة أخرى تلو أخرى حتى كادت تقتلني، لذا فإني أذكر فقط بأنكم غير مضطرين لذلك، لأنها سوف تقتلكم}.