السياحة والمهمة الاقتصاديَّة

اقتصادية 2021/10/25
...

سعد الطائي
 
يعد قطاع السياحة أحد القطاعات الخدمية المهمة والتي تسهم مساهمة كبيرة في انعاش الاقتصاديات العالمية بما يقوم به من دور فاعل جداً في جلب موارد مالية كبيرة لهذه الاقتصاديات وبما يوفره من استثمارات مالية ضخمة تصب في تحريك عجلة الاقتصاديات العالمية. 
وتتنافس الكثير من دول العالم على جذب أكبر عدد ممكن من السياح الى بلدانهم، وتوفر البنى التحتية اللازمة والاجراءات اللوجستية التي تسهل من حركة السياح بسهولة ويسر وأمان.
وتتوافر في بلدنا الكثير من المعالم السياحية المهمة التي لو تم استثمارها بالشكل الصحيح لحقق هذا القطاع عائدات مالية كبيرة جدا يمكن ان تصب في الموازنة العامة للدولة، ويمكن ان تشكل احد الموارد التي يمكنها ان تعوض عن الاعتماد المفرط على النفط الخام، وبذلك يمكن تنويع مصادر الموازنة العامة بموارد متنوعة عديدة.
وتتنوع المعالم السياحية في بلدنا، حيث يمكن استثمار السياحة الدينية وسياحة الاثار والسياحة البيئية المتمثلة بالأهوار في جنوب العراق والتي تشكل معلما بيئيا وسياحيا فريدا يمكن أن يجذب إليه ملايين السياح سنويا لو أمكن استثماره بالشكل الصحيح.
لذلك يجب العمل على وضع ستراتيجية واضحة المعالم ومتكاملة يمكن أن تسهم في النهوض بهذا القطاع الاقتصادي المهم، والتي يجب ان تتضمن اهم الالولويات للمعالم السياحية التي يجب العمل على تطويرها واعداد دراسات للجدوى الاقتصادية ومدى الفوائد المرجوة منها، سواء على المديات القصيرة او المتوسطة او البعيدة. واهم مشاريع البنى التحتية المطلوب إنجازها من اجل دعم القطاع السياحي وإعداد الكلف التخمينية لها، وأهم المصادر التي يمكن عن طريقها توفير الكلف المالية اللازمة لإنجاز هذه المشاريع.
فضلا عن إعداد الخطط المتكاملة لجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية التي يمكن توظيفها في القطاع السياحي وتوزيعها بشكل متكامل بين جميع المجالات السياحية في العراق، وبما يحقق أعلى المردودات المالية التي يمكن ان تنهض بهذا القطاع المهم. 
فالخبرة المتحصلة لدى الشركات الاستثمارية الاجنبية الى جانب رأس المال الذي ستعمل على توظيفه في هذه المشاريع يمكن أن يحقق طفرات كبيرة في نواحي النهوض بهذا القطاع.
وتشير العديد من التقارير الصادرة عن منظمة السياحة العالمية الى أن قطاع السياحة هو أحد أهم القطاعات الاقتصادية نمواً في العالم، وذلك بسبب الاستثمارات المتعاظمة في هذا المجال، ولما يستوعبه من عمالة كبيرة ومتزايدة سنة بعد أخرى. فالتوسع في القطاع السياحي هو في تصاعد مستمر ويشهد نمواً مستمراً مقارنة بالقطاعات الاقتصادية الأخرى.
فقطاع السياحة يسهم بملايين الوظائف في مختلف دول العالم، وهو يعادل أكثر من 7 % من سوق التوظيف في العالم، ويتوقع ان تزيد هذه النسبة بالسنوات القليلة المقبلة. وهو ما يؤكد من خلال هذه المؤشرات مدى اهمية هذا القطاع للاقتصاديات العالمية.
لذلك يجب العمل على دعم هذا القطاع المهم من اجل دعم اقتصادنا الوطني، ومن اجل تنويع مصادر الموازنة العامة للدولة وتعظيم مواردها.