توقعاتٌ عالميَّةٌ بارتفاعٍ جديدٍ للأسعار

اقتصادية 2022/03/16
...

 بغداد: كاظم الحناوي
 
يتزايد الطلب على السلع الغذائية والأساسية قبل حلول شهر رمضان المبارك، بينما تقوم الجهات المختصة بالوقت ذاته برصد يومي لواقع الأسعار داخل السوق المحلية، فضلا عن رصد تغيرات الأسعار بالأسواق العالمية.
المختص بالشأن الاقتصادي أحمد مكلف، بيّن لـ "الصباح" أن "السوق المحلية تمتاز بتوفر بدائل للسلعة الواحدة، وبأسعار متفاوتة"، موضحا أن "قدوم شهر رمضان يزيد الطلب على السلع الغذائية والأساسية"، لافتا في الوقت ذاته الى أن المواطن يتساءل فيما إذا كانت الأسعارستبقى مستقرة، أم سترتفع".
مخزون مطمئن
وأضاف مكلف أن "الشركة العامة للموانئ العراقية، أعلنت عن فتح باب التفريغ من دون انتظار للبواخر التي تحمل مفردات البطاقة التموينية، فضلا عن "توفر مخزون مطمئن من مختلف السلع الأساسية والغذائية يغطي مدة كافية تتجاوز شهر رمضان حسب المعطيات". 
وتابع أنه "بحسب الجهات ذات العلاقة فإن كميات السلع التي يتم استيرادها من قبل القطاع الخاص ويتم دفعها مباشرة الى السوق المحلية تظهر توفر مخزون مطمئن من مختلف السلع الأساسية والغذائية"، ناهيك عن "إمكانية العراق تجاوز الأزمة بدءا من العام المقبل بحسب توجهات الدولة للاهتمام بالقطاع الزراعي، من خلال توفير البذور والأسمدة، خاصة وأن البلد، يمتلك الأرض الخصبة والمياه".
 
الأمن الغذائي
على الصعيد نفسه، أكدت وزارة التجارة، أن إمدادات ومخزونات السلع الغذائية للبطاقة التموينية في العراق مطمئنة ولا يوجد أي مخاوف بشأن وفرتها على خلفية الأزمة الروسية الأوكرانية الحالية، وذلك لأن الوزارة عززت البطاقة التموينية وفقا لستراتيجية الأمن الغذائي واللجان المشكلة لمتابعة تنفيذ مخزونات السلع الغذائية الأساسية للحفاظ على الأسعار واستقرار المعروض المحلي. مدير الشركة العامة لتجارة الحبوب محمد حنون، أكد أن "سلاسل الإمدادات من الحبوب آمنة وموثوقة ومستمرة في ظل تعدد مناشئ الاستيرادعالميا للسلع التي يتم الاستيراد منها، وهو الأمر الذي نستبعد معه حدوث أي ندرة في المعروض".
 
الأزمة العالميَّة
يشار الى أن الأزمة الأوكرانية الروسية ألقت بظلالها، إذ أسفرت عن إغلاق الموانئ الرئيسة في أوكرانيا ما انعكس سلبا على قطاع النقل واللوجستيات، كما تعثرت التجارة مع موسكو أيضا بسبب تعقيدات العقوبات وارتفاع تكاليف التأمين والشحن.
إذ واصلت أسعار القمح الارتفاع إلى أعلى مستوى لها، وسط مخاوف من تداعيات استمرار الصراع المتصاعد بين روسيا وأوكرانيا على أسعار المواد الغذائية وسط موجة التضخم العالمية، وتمثل أوكرانيا وروسيا نحو 30 بالمئة، من القمح المتداول في العالم، ولا يزال لديهما محاصيل من العام الماضي للشحن، إذ تمتلكان أكثر من ربع التجارة العالمية للسلعة الأساسية التي يعتمد عليها في توفير منتجات مهمة مثل الخبز. 
 
مستويات قياسيَّة
وارتفعت أسعار المواد الغذائية إلى مستويات قياسية لم يشهد مثلها العالم منذ أزمة الغذاء العالمية في عام 2008م، وذلك في ظل الأزمة الروسية الأوكرانية، إذ عطلت الأزمة إمدادات القمح من أكبر الموردين في العالم، ومن المتوقع توقف زراعة المحاصيل هذا العام، مما يدعم التوقعات باستمرار ارتفاع الأسعار عالميا. 
تجدر الإشارة إلى أن الاستعدادات لشهر رمضان المبارك تتضمن توزيع الوزارة للوجبة الغذائية قبل حلول الشهر الفضيل، إذ أوضحت وزارة التجارة، مصير البطاقة التموينية بعد تأخر إقرار موازنة العام 2022، مشيرة الى أن تأخُّرها لن يؤثر في توزيع مفردات البطاقة التموينية.