الصناعات الحقليَّة السبيل لتحقيق الأمن الغذائي

اقتصادية 2022/03/16
...

  بغداد: حسين ثغب 
  تصوير مصطفى الجيزاني
تتجه مطالبات الخبراء والمختصين بالشأن الاقتصادي بالعمل على تأسيس الصناعات الحقلية المتكاملة التي يمكنها أن تغطي حاجة البلاد من منتجات كثيرة في مقدمتها مادة زيت الطعام التي تشهد طلبا متناميا عليها، في وقت تحدد تقديرات المختصين حاجة البلاد من هذه المادة بـ 8 ملايين عبوة 
سعة لتر واحد.
كما تسهم الصناعات الحقلية في انتاج مختلف السلع المهمة في حياة الأسرة، وتغني البلاد عن التوجه للاسواق الدولية لاستيرادها، وهذا يوفر مبالغ كبيرة للبلد يمكن أن تستثمر في التوسع الصناعي الزراعي الداعم لهذه الصناعات.
المختص بالشأن الصناعي مظفر جلال عباس شدد على "ضرورة العمل باتجاه خلق صناعات حلقية ترفد الأسواق المحلية بمتطلبات أساسية في الحياة اليومية، إذ تمثل هذه الصناعات جزءا من متطلبات تحقيق الأمن الغذائي للبلد، لا سيما في مفصل الزيوت النباتية التي تعد من المواد الاساسية في حياة الأسرة، ويتطلب الظرف الذي تعيشه المعمورة التوجه صوب صناعات حقلية متكاملة تؤمن بعض الموارد المهمة التي تغني عن السوق الدولية والمطبات التي تتعرض لها أجزاء من العالم بسبب الأحداث 
المتسارعة".  
 
منافع كبيرة
قال عباس إن "العراق يجب أن يتجه بشكل جاد الى استثمار ما لديه من مقومات تساعد ‏في خلق صناعات حقلية متطورة في أكثر من محافظة وفي هذا التوجه منافع كبيرة للبلد، ‏إذ تعمل على توفير فرص عمل لشريحة ‏كثيرة من الشباب ‏وفي أكثر من قطاع، ‏داخل المزارع وفي المصانع المتخصصة وفي قطاع 
النقل ."
‏ وأكد أن "الخبرات‏ المحلية المتخصصة في مثل هذه الصناعات متوفرة، ‏ويمكنها إدارة المصانع المتخصصة حال توفر المواد الخام، ‏الأمر الذي يحتم ‏على الجهات ذات العلاقة العمل على تطوير واقع زراعة عباد الشمس ‏لتوفير حاجة السوق المحلية التي تقدر بـ 8 ملايين عبوه سعة لتر واحد ‏والتي يمكن بلوغها ‏بشكل تدريجي بالاعتماد على خطة خمسية توضع لهذا الأمر ‏المهم للاقتصاد الوطني والأمن الغذائي."
وأشار أن ‏الصناعات الحقلية غائبة عن تفكير واهتمام الكثير رغم أهميتها، كونها تسهم ‏بشكل مباشر في إحياء ‏القطاعين ‏الزراعي والصناعي، فضلا ‏عن القطاعات الساندة وتحرك سوق العمل الوطنية، لا سيما أن العراق يملك مساحات زراعية واسعة وأرضا خصبة ‏في أغلب مناطق البلاد، ‏وهنا يمكن الاعتماد على المياه السطحية والجوفية في توفير المياه للري لمثل هذا التوجه المهم". 
‏ولفت الى "إمكانية ‏تأسيس مشاريع ‏حقلية (زراعية - صناعية) متكاملة في ذات الموقع"، مشيراً الى "وجود حاجة الى التوسع ‏في الزراعة المحصول عباد الشمس ‏في مختلف المناطق البلاد، ‏وذلك للتوسع ‏في صناعة زيت الطعام، ‏إذ توجد لدينا مصانع عامة وخاصة ‏يمكنها أن تتعامل مع محصول عباد الشمس وتحويله الى مادة خام، ‏ثم يتم التعامل ‏معها وانتاج زيت الطعام بكميات تغطي حاجة البلاد المتزايدة، وهنا المطلوب من القطاع الخاص أن يتوجه لمثل هذه الصناعات المجدية اقتصاديا للبلاد والمصنع والمزارع على حد
 سواء".
تحقق فوائد
المختص بالشأن الاقتصادي سلوان النوري بيّن أن "الصناعات الحقلية تحقق فوائد كبيرة للاقتصاد الوطني، لا سيما في منتج زيت الطعام الذي يعد من أهم المواد التي يجب أن تتوفر في جميع المنازل، ومادمنا نملك مقومات إنتاجها، يجب علينا العمل باتجاة تأسيسها وتطوير المتوفر ودعمه ليدخل مراحل الإنتاج بكامل الطاقات الانتاجية". 
 
توسيع صناعات
ولفت الى أن "إنتاج هذه المادة يوفر مبالغ كبيرة للبلد تخصص لاستيراد هذه المادة من الأسواق العالمية، إذ يمكن جعل دورة رأس المال في إطار محلي، وأن يتم انتاج هذه المادة وسواها من المنتجات داخل العراق، كما أن المبالغ التي توفر يمكن أن توجه لتوسيع الصناعات الأخرى التي تغطي حاجة السوق المحلية من مختلف البضائع".
 ونبّه على أن "مثل هذه الأزمات التي يشهدها العالم تحرك الجهود لايجاد حلول تقلل من تأثير الأزمات العالمية على البلد، واليوم بات التفكير جادا في تطوير الصناعات المحلية التي تعتمد على مواد أولية محلية، ونكون قد حققنا صناعات متكاملة داخل البلاد". 
ودعا وزارة الزراعة الى التوجه الجاد صوب تطوير واقع الصناعات الحقلية وبالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم الشركات الراغبة بتأسيس مثل هذه المشاريع المتكاملة وتوفير جميع مستلزمات هذه الصناعة".