نقص الغذاء وأسعار النفط

اقتصادية 2022/03/26
...

 ياسر المتولي 
 
الهزة الاقتصادية العالمية التي خلفتها الحرب الروسية الأوكرانية سنختزل الحديث عنها بمفصل مهم يتعلق بنقص الغذاء وغلاء الأسعار في مقالنا هذا .
أزمة الأسعار مزدوجة الأسباب ففي وقت كانت الأسعار زاحفة لأسباب الجفاف ونقص الموارد المائية والمتغيرات المناخية وكوفيد - 19 وما تسببه من قيود والتي كانت تأثيراتها تسير ببطء لكنها سرعان ما تسارعت جراء الحرب الحالية وتبعاتها في المقاطعة والحصار وتراجع الشحن والتجهيز .
هذه الموجة مزدوجة الأسباب تحتم على العراق التصدي الحاسم بالتعاطي الهادئ والعقلاني لمواجهة الأزمة .
وهناك من يعوّل على ارتفاع أسعار النفط، وهنا الكارثة؛ ذلك لأن كل أموال الدنيا لايمكنها مجابهة المجاعة إذا حصلت لا سمح الله.
ولنا أن نتصور حجم المشكلات التي أثيرت مع بداية أول ارتفاع لأسعارالغذاء .
يتعين على الحكومة إعطاء الأولوية للزراعة ببذل كل الجهود من أجل تنمية القطاع الزراعي والعمل على انتاج الغذاء وخصوصاً الحبوب او المحاصيل الستراتيجية .
إن توفير متطلبات تنشيط القطاع الزراعي هي باعتماد تقانات  الري الحديث والسعي لرفع غلة الدونم من خلال العودة الى برامج استصلاح التربة وتنظيف المبازل والأنهر والجداول وكذلك استنباط بذور عالية الانتاجية من خلال عودة برنامج تكنولوجيا البذور .
وقد تكون هذه الأزمة فرصة لصحوة التنمية الزراعية التي تبرز أهميتها في مراحل الحروب والسلم؛ لأن لا غنى عن الأمن الغذائي عدا إسهامه بتعزيز وتنويع مصادر الدخل. 
يتعين على الدولة من باب الدعم غير المنظور إعادة النظر بأسعار المنتج الزراعي ودعمه لتشجيعه وإحكام السيطرة على منع تصدير الحبوب او تهريبها نظراً للأسعار التنافسية التي ستقدمها الدول وكذلك المضاربون .
ننتظر من الحكومة المقبلة إيلاء القطاع الزراعي أولوية الاهتمام والدعم واعتماد الخبرات الزراعية في التصدي لقيادة القطاع الزراعي .
ولعل أهم القرارات التي يتعين اتخاذها في هذه المرحلة منع او ايقاف التصرف بالأراضي الزراعية والبساتين ومنع تغيير جنس الأرض؛ وذلك لانحسار المساحات الزراعية بعد المد الحضري عليها واستخدمها لأغراض السكن .
والأهم إصدار قرار فوري بإلغاء كل الاستثمارات المقرر استخدامها لمشاريع سكنية في الأراضي الصالحة للزراعة وتحويلها الى مواقع بديلة .
يبقى العراق ذو انحدار طبقي فلاحي، فلا مهرب من العودة  لواقع العراقي الزراعي كأول وأهم ثروة وطنية، وأهم حتى من النفط لما يشكله من أهمية في تحقيق الأمن الغذائي ليس في العراق وحسب وإنما لمحيطه العربي والاقليمي، والحديث عن جدوى القطاع الزراعي الاقتصادية طويل.