العمل عن بُعد.. بين الأجور وندرة الاختصاصات

اقتصادية 2022/05/27
...

 عواصم: وكالات
 
تسبب وباء «كوفيد- 19» بمغادرة ملايين لمكاتبهم في المدن الكبيرة ليعملوا من المنزل في مجتمعات أصغر، لكن الهجرة الجماعية أصبحت كابوساً للشركات، التي تسعى لإيجاد سُبل عادلة لتعويض الموظفين الذين باتوا يمسكون بالزمام مع انتشار الوظائف التي يسهل إنجاز مهامها عن بُعد في سوق عمل ضيقة.
قال دانيال يانيس، وهو المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لشركة “تشيكر” في سان فرانسيسكو التي تعنى بالتحقق من خلفية المتقدمين لشغل وظائف: “إنها إحدى أصعب مشكلات العمل التي ينبغي حلها الآن... تبنينا تماماً العمل عن بُعد، لكن كيف يمكنك التكيف مع كل هذه المواقع؟”. 
يعيش حوالي 40 % من موظفي “تشيكر” على بعد 80 كيلومتراً أو أكثر من أى من مكاتبها 
الستة.
تحدد الشركات الكبرى تقليدياً الأجور استناداً لمجموعة إرشادات مشتركة، مثل تكلفة توظيف العمالة الماهرة في منطقة معينة، وقد خفّضت أجور العمال الذين انتقلوا من سان فرانسيسكو، على سبيل المثال، إلى بويسي بولاية أيداهو 25 %. 
كان ذلك منطقياً حتى مارس 2020، حين فرّ الموظفون خوفاً من الوباء وقرروا الاستمتاع بنمط حياة العمل عن بُعد.
أظهر مسح أجرته منصة العمل المستقل “أب ورك” أن العمل عن بُعد تسبب بانتقال حوالي 2.4 % من الأميركيين، أو 4.9 مليون شخص، منذ 2020. 
أوضح مسح أخير للمنصة أن الهجرة ستستمر، حيث يخطط واحد من كل عشرة أميركيين تقريباً أن يعمل عن بُعد.
تضاعفت إعلانات الوظائف عن بُعد الشهرية ثلاث مرات في الولايات المتحدة منذ كانون الثاني 2020، حسب “تكنا”، وهي اتحاد لصناعة التقنية، وتضاعفت بأكثر من خمس مرات للوظائف التقنية مثل مطوري البرمجيات.
يعارض العمال الآن تخفيضات الأجور المطبقة تلقائياً، استناداً إلى مواقعهم بحجة أن المناطق التي كانت تعد نائية في السابق باتت أكثر كلفة. 
اضطرت الشركات لتحسين درجات الأجور وتوحيدها وسط ندرة المواهب وتزايد الاستقالات بشكل قياسي، بينما أزالتها بعض الشركات كلياً واختارت أخرى تثبيت أجور العمال الذين انتقلوا لمناطق ميسورة التكلفة أو رفعها ببطء.
قال بيل ديكسون، العضو المنتدب لدى شركة استشارات التعويضات “بيرل ماير” : “أعادت كثير من شركات التقنية النظر في خططها لدفع أجور أقل في بيئات منخفضة التكلفة أعلنتها في البداية... المواهب في قطاع التقنية حيوية للغاية وكثيرة التنقل، فالناس ينتقلون حيثما يريدون ولن يقبلوا بأجور 
أقل”.
تغير شركات التقنية المنخرطة في معارك لاستقطاب المواهب سياساتها سريعاً.
انتقلت شركة البرمجيات السحابية “أوكتا”، على سبيل المثال، من أربع مستويات للأجور إلى اثنين فقط في نوفمبر/ تشرين الثاني، بينما ألغت شركة “إير بي إن بي” تعديلات التعويضات المالية المستندة إلى مكان تواجد العمال الأميركيين.