يرويها: عادل العرداوي 

من حق أبناء وشعراء مدينة (الشامية) وأريافها وعشاق شعر (الدارمي) عموماً أن يفتخروا بشاعرهم الراحل الشيخ (يوسف الجار الله) باطلاقهم عليه لقب (ملك الدارمي) رحمه الله.

نعم من حقهم ذلك، بعد أن توفرت أمامي الفرصة لكي أطلع على تراث هذا الشاعر الكبير، والمتمكن والفارس الذي لا يشق له غبار في مضمار هذا الفن الشعري الباذخ. يوسف الجار الله، شاعر متميز عن أقرانه، ومتبحر في مفردة (الحسچة المملوحة) ومتفرد في تناوله للمواضيع التي يتطرق إليها، والتي بقيت في ذاكرة الناس يرددونها كابراً عن كابر، بعد رحيل شاعرها الساحر جار الله إلى جوار ربه قبل 

(54) عاما مضت، إذ بقيت دارمياته طرية، طازجة شهية المذاق، أمينة على بيئة المكان والزمان الذي ولدت فيه.

في أربعينيات القرن المنصرم، طرح يوسف الجار الله بيته الشهير، الذي ذاع صيته بين العشاق والمحبين وصدحت به حناجر المغنين وتردد صداه في مضامير حياة الناس اليومية: 

بت بعد بالدلال جاهل يعت بيه 

يبچي امن اصيح اعليه يگطعه امن اخليه

ومفردة(البت) تعني شريان الدم الأبهر في جسم الإنسان، إذ عند قطعه مثلاً تنتهي حياته. 

بيت الدارمي أعلاه انتشر بين الناس كالنار في الهشيم، وتبارى شعراء وعشاق الدارمي في حلبته لأكثر من سنة كاملة، حتى أن الشاعر الجار الله تلقى قرابة (75) رداً بالدارمي على ذلك البيت الأثير، وألحقه بعدها هو بأبيات أخرى من نظمه منها:

بت بعد بالدلال هذا اتله البتوت

روحي الهه وكفه اوياك ماتفعل اتموت

****

بت بعد بالدلال يگطع واشده

صاير جليل انصاف الروحي عنده 

****

بت بعد بالدلال بت لاچن انحيل

ونگطع لمن گال ها باچر إنشيل 

****

بت بعد بالدلال واتعكز إعليه

لاينگطع وابليك يالحادي رد ليه 

****

بت واثنعش يحسين اليجرونه 

تسلم تظن من هاي لو يگطعونه..؟

****

بت بعد بالدلال وجروحه تسعين 

هم ينفع التضميد للصاير اطحين

 

ولما طال أمد هذه المناظرة، فقد التمس بعض الشعراء من أصدقاء الشاعر الجار الله أن يختم المناظرة، وفعلاً فقد امتثل لالتماسهم ونظم هذا البيت الأخير الذي أصبح خاتمة لتلك المناظرة الشعرية الشهيرة، ونصه: 

توه انتهى الدلال خلصن ابتوته

خلي اليحبنه ايصيح ابعالي صوته