عادل العرداوي
أقدمت دار الشؤون الثقافيـة مؤخراً على اتخاذ خطوة إيجابية منتظرة تتلخص بالالتفات إلى إرث الشاعر العراقي الكبير مظفر النواب الذي رحل عنا قبل عـام تقريبـاً تمثلـت بإقـلادام الدار المذكورة على تشكيل لجنتين فنيتين تضمان في عضويتهما عدداً من الشخصيات الثقافية المرموقة.
وتقومان بجمع كامل النتاج الشعري (الفصيح والشعبي) لهذا المبدع الكبير والمناضل الوطني المرموق.. وما يهمني في هذا الامر أولاً أن أشد على يد زميلنا الشاعر الدكتور عارف الساعدي المدير العام لدار الشؤون الثقافية الذي أصدر أمر تشكيل اللجنتين المذكورتين، وما يهمني ثانياً هو عمل اللجنة الفنية الخاصة بجمع التراث الشعبي الزاخر للشاعر النواب وهو تراث واسع كالبحر وفضفاض كأفق السماء وشامخ كما شموخ نخيل العراق الذي تغنى به النواب طيلة سنوات
عمره..
لذلك فإني أعقد الأمل كل الأمل على همة وحرص الزميلين الشاعرين ناظم السماوي وكاظم غيلان اللذين تربطهما بالشاعر النواب (عشرة عمر) طويلة ومتشعبة (يغبطان) عليها من قبلنا نحن محبي وعشاق وتلاميذ النواب مجدد المفردة الشعبية العراقية ورائد ترافتها التي خط أولى خطواتها عبر خالدته الخالدة (للريل وحمد) في نهاية خمسينيات القرن المنصرم، والتي غدت بمرور الأيام نشيد الإنشاد لمعظم أبناء الشعب العراقي المحبين للحرية والسلام وسعادة الإنسان ونيل أمانيه وحقوقه التي طالما أنشد لها النواب، وتغنى بها ودخل السجون والمعتقلات من أجلها وذاق مرارة الغربة والتشرد وابتعد عن وطنه لأكثر من نصف قرن جراءها، حتى عندما لفظ أنفاسه الأخيرة لفظها غريباً عن ملاعب طفولته على شاطئ دجلة الخالد
(واحسرتاه)..
المهمة التي تكلف بها الزملاء باللجنتيــن المذكــورتيـن مهمــة ليست هينة أو يسيرة، كما يظن البعض، بل هي مهمة شاقة تتطلب البحث والتحري والتنقيب
والصبر..
والنواب وإرثه الشعري والنضالي والوطني يستحق منا جميعاً وخاصة نحن الذين تعرفنا على مظفر النواب عن قرب (وأنا واحد منهم) أن نكون مساعدين ومعـاضـــدين للزمــلاء فــي اللجنتين لينجحوا وليتوج عملهم هذا بصدور الأعمال الكاملة المنتظـرة لشاعــر الشعــب مظفر
النواب.