رأس السنة

ثقافة شعبية 2022/12/29
...

كاظم غيلان 


لم يفصلنا الكثير عن نهاية سنة وإطلالة سنة جديدة، والجميع يستعد للاحتفال بليلة (رأس السنة) وكل حسب ما يشتهي من طقوس، يراجع ما حصل.

 لربما يبتهج لبعضها وينكسر ولربما يبكي لبعض 

آخر.

إنها فاصلة زمنية ليس إلا، فهي ليلة كما الليالي التي تمر.

للرأس وظيفة القائد للإنسان، وطبقاً لما تؤكده العلوم فهو (الكل بالكل) وبموجب إيعازاته يتصرف الإنسان حسب منظومة توزيعه.

وللرؤوس مكاناتها ومناسباتها، فرأس الشهر يقترن بصرف الراتب وانتعاش دخل المرء وتسديد الديون إن وجدت، ودفع بدل اشتراك المولدة والإنترنت مثلاً، مثلما للرأس إشارة للقيادات السياسية والثقافية والقبيلة  كـ (رئيس الحزب، رئيس الهيئة الإدارية، رئيس (الفخذ)، الإشارة للرأس هي إشارة لسلطة العقل الذي يمر بأزمات عديدة في الراهن من زماننا.

وفي الوقت الذي تقفل مؤسسات الدولة حساباتها المالية بموجب ضوابط نهاية السنة المالية تطل علينا إعلانات لجوائز نهايتها من تصفيات كما تدعي الرؤوس التي تقود الجهات المسؤولة عن منحها بموجب استمارات واقعية أو وهمية، وتبدأ المفاجآت و(دوخة الراس) في الضوابط التي اعتمدت بمنح تلك الجوائز، فليس من المعقول مثلا أن يفوز ناطق باسم مؤسسة حكومية بجائزة أفضل 

(إعلامي)!. 

وليس من المعقول أيضاً أن تفوز إحدى(بنات الليل) بجائزة لموهبة غير (موهبتها) كذلك يفوز صديق رئيس المؤسسة المانحة للجائزة بأفضل (شاعر أو قاص ولربما 

مترجم).

تتعالى صيحات الاستنكار والاستخفاف والضحك (الرئاسي) تجاه هكذا نتائج تزامنًا مع الاحتفال بأعياد(رأس السنة) ما يتسبب بتصاعد درجات الضغط والسكري، فضلاً عن (دوخة الراس). 

برأيي المتواضع إن جوائز رأس السنة لا يعتد أو يتباهى بها سوى نفر من الباحثين عنها واللاهثين خلف (رؤوس) تلك الجهات القابضة والمانحة بالوقت نفسه وما أكثرها اليوم.

في التحضير لاحتفالات رأس السنة ازدحمت إعلانات المراقص والمراكز (الترفيهية) بأسماء من يحيون ليلة (الرأس) ومعظمهم من (نجوم) أفلت منذ زمان وأخرى جديدة، بعضهم سيغني وبعضهن أيضاً، واللافت للنظر وجدت أكثر من إعلان يشير لشعراء أخذوا دور (عرافة) الحفل وهذا يعني أنه سيكون بإمرة (رئيس) عرفاء الملهى، ولا غرابة أن يطل علينا بعد انتهاء الاحتفالات من إحدى الفضائيات ليحدثنا عن (أزمة الشعر 

والحداثة).

حقاً إن رأس السنة يشغلنا و (يدوخ) رؤوسنا في ظل جوائز الرؤوس وكثرتها، ما يستدعينا لأن نردد ما قاله علي الشرقي:

قومي رؤوس كلهم 

أرأيت مزرعة البصل؟.