{هزني الهوه بكل حيله.. ولن شاعر مسويني}

ثقافة شعبية 2023/01/12
...

 بغداد: محمد اسماعيل

تحمل القصيدة الفصيحة غرضاً شعبياً في بعض الأحيان، حتى قال المفكر السوري مطاع صفدي، في إحدى جلسات مهرجان المربد الثمانينية، إن بيت طرفة بن العبد: "اَلا أَيُّها اللائِمي أَشهَـدُ الوَغَـى.. وَأَنْ أنهَل اللَّذَّاتِ هَلْ أنتَ مُخْلِـدِي.. فـإنْ كُنْتَ لاَ تَسْطِيْـعُ دَفْعَ مَنِيَّتِـي.. فَدَعْنِـي أُبَادِرُهَا بِمَا مَلَكَتْ يَـدي" أكثر حداثة في النبض الشعبي من بيت لنزار قباني، وهي فكرة تنسحب على قصائد تكتب بالفصحى ومضمونها مغرق بالشعبية. وبين الشاعر المغترب وسام هاشم: "أن الجدلية ليست شعراً فصيحاً ونظيره الشعبي، إنما ركنا التناظر في الجدل، هما شعر جيد يعبر عن أحاسيس قائله وسامعه في تناظر آخر، مركب بينهما".  وأفاد المسرحي والتشكيلي د. عماد نافع: "القصيدة الفصحى تحمل روحاً شعبية؛ فغالباً ما ينظم موضوع متداول شعبياً بلغة فصحى" متابعاً: "اللهجة العراقية تصلح للغناء الحزين وليس المبتهج؛ لأن الحزن مدفون في عمق النفس العراقية، منذ البكاء البابلي على نزول تموز إلى العالم السفلي، حتى في أفراحنا نبكي، ما يجعل قضيتها في نسيجها العروضي وليس مهماً إن كانت فصحى أم دارجة".

وختاماً نستذكر ما قاله الشاعر الراحل د. إبراهيم الخياط: "بيت شعر شعبي للحاج زاير رحمه الله: هزني الهوى بكل حيله.. ولن شاعر مسويني، أبلغ فصاحة من قصائد مكتوبة بالعربية المتكلفة".