عبد المهدي من طهران: نريد إنهاء {عصر الحروب} في المنطقة

الثانية والثالثة 2019/04/06
...

بغداد / طهران / الصباح
 
عبر رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي خلال الاجتماع الموسّع بين الوفدين الرسميين العراقي والايراني بحضور الرئيس الايراني حسن روحاني، أمس السبت، عن تفاؤله بمستقبل العلاقات بين البلدين والشعبين وتجاوز الكثير من المصاعب، وعن شكره لحفاوة الاستقبال من قبل المسؤولين في الجمهورية الاسلامية، وقال: ان بغداد كانت تسمى دار السلام وبيت الحكمة، ويجب ان تكون كذلك داراً للسلام في توجهاتنا وعلاقاتنا مع جميع جيراننا من الدول العربية والاقليمية كافة التي نحرص على تعزيزها، خاصة بعد النصر الذي حققه العراقيون بتضحياتهم الغالية، مؤكداً أن العراق يعمل على إرساء أسس السلام ويرغب بإنهاء "عصر الحروب" في المنطقة.
في حين أعلن الرئيس روحاني أن مشروع ربط السكك الحديدي بين ايران والعراق سيبدأ خلال شهر رمضان بين الشلامجة والبصرة، لافتاً إلى أن بغداد وطهران اتفقتا على وجوب ربط البلدين بشبكتي نفط وغاز فضلا عن إقامة مدن صناعية مشتركة.
وكان رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بدأ صباح أمس السبت، زيارة رسمية إلى العاصمة الإيرانية طهران التي تستغرق يومين رافقه فيها وزراء النفط والمالية والخارجية والتخطيط والتجارة والكهرباء والموارد المائية ومستشار الامن الوطني وعدد من المسؤولين والمستشارين، اضافة الى السفير العراقي لدى طهران.
 
 
مشروع الربط السككي
وأضاف عبد المهدي، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي تلقته "الصباح"، "جئنا لنتابع حُسنَ تنفيذ ما اتفقنا عليه في بغداد وان نضيف عليه المزيد من الاتفاقات بما يحقق المزيد من التعاون والتقارب في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وننفذ ما اتفقنا عليه حول شط العرب، اضافة الى مد سكة الحديد بين البصرة والشلامچة، والربط الكهربائي، وتسهيل تأشيرات الدخول للمواطنين والمستثمرين، وغير ذلك من اشكال التعاون، اضافة لبناء المدن الصناعية".
ودعا رئيس الوزراء لـ"وضع سقوف لتنفيذ كل ما اتفقنا ونتفق عليه في جميع المجالات، اضافة الى ضرورة عقد لقاءات بين المسؤولين الامنيين العراقيين ونظرائهم الايرانيين حول قضايا الحدود والتهريب والمخدرات"، مشيرا الى "التعاون المشترك لمواجهة خطر السيول التي تعرّض لها الشعبان العراقي والايراني وتضامن العراق وشعبه مع ذوي الضحايا". 
وجرى خلال الاجتماع، وفقاً للبيان، "بحث تطوير العلاقات الثنائية والتعاون وزيادة التبادل التجاري ومجالات الطاقة والصحة ومد سكة حديد البصرة - شلامجة وقضايا الحدود والجمارك".
بدوره، وجه الرئيس الايراني شكره للشعب العراقي وحكومته لحُسن الضيافة التي لقيها خلال زيارته الى العراق، وعرض "الاستعداد لتشجيع المستثمرين في مجالات تطوير الخدمات و بناء المساكن في العراق، وتحقيق الربط الكهربائي وتنفيذ الاتفاقيات حول شط العرب والتعاون في المجالات الفنية والنفطية والمالية ورفع مستوى التبادل التجاري".
وبحث رئيس مجلس الوزراء والرئيس الايراني حسن روحاني "قضايا المنطقة وتطابق المواقف حول القضية الفلسطينية واهمية اعتماد الحوار والحلول السلمية لإنهاء النزاع في اليمن وإبعاد الحروب والأزمات عن المنطقة". 
 
المؤتمر الصحافي
وفي ختام جلسة المباحثات المشتركة قدّم رئيس مجلس الوزراء والرئيس الايراني حسن روحاني ايجازا صحفيا عن مجريات المباحثات وآفاق العلاقة بين البلدين.
وفي المؤتمر الصحافي المشترك مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي: إن العراق أكثر استقراراً وسلماً في الوقت الحالي، مشيراً إلى أن العراق يعمل على إرساء أسس السلام ويرغب بإنهاء "عصر الحروب" في المنطقة.
وأضاف عبد المهدي أن "العراق وإيران يتمتعان بعلاقات تأريخية ويقفان مع بعضمها لمواجهة التحديات"، مبيناً أن "العراق الآن أكثر استقراراً وسلماً، ونقوم بزيارات مهمة لدول العالم".
وأكد عبد المهدي، "نريد ان نجعل علاقتنا المتطورة مع إيران قدوة لعلاقتنا مع دول المنطقة، ونحن عازمون على الوقوف سوية ضد أي تهديد يستهدف البلدين أو أياً من دول المنطقة"، موضحاً "نعمل بجد على إرساء أسس السلام في المنطقة".
وقال رئيس مجلس الوزراء "'نحن أيضا متفقون مع الرئيس الإيراني على الشؤون الاقتصادية والأمنية والتجاري والسكك الحديدي والنفط وغيرها ونعتقد أن هذه الإجراءات ستقودنا إلي مستقبل أفضل، وستكون إنجازا جيدا ليس فقط للبلدين‘ إيران والعراق، ولكن أيضا لجميع دول العالم".
وتابع عبد المهدي "في اجتماعاتنا المشتركة ذكرنا أن هناك تهديدات في شمال وغرب وجنوب العراق قد تستخدم من الأراضي العراقية ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نحن نقف ضد أي تهديد من أي بلد ضد إيران"، لافتاً إلى أن "الدستور العراقي يحظر تماما استخدام أرض العراق وترابه ضد بلد آخر. نحن نواجه مثل هذه الأعمال ونسعى بجد لخلق السلام والاستقرار وإقامة علاقات مناسبة".
وذكر عبد المهدي أنه إذا كانت هناك أي خلافات، فستتم معالجتها بالحلول الدبلوماسية والسلمية، وليس من خلال استخدام العنف والحروب.
 
تطبيق الاتفاقيات
من جهته، رحب الرئيس الإيراني حسن روحاني، في المؤتمر الصحافي المشترك، برئیس الوزراء والوفد المرافق له، وقال: مرة أخرى، أشكر الحكومة العراقیة والشعب العراقي على الترحیب الحار خلال زیارتي الاخیرة للعراق.
وأوضح روحاني أن المباحثات مع رئیس الوزراء عادل عبد المهدی تمحورت حول الیات تطبیق الاتفاقیات بین البلدین، مشيراً الى أن الجانبین تمكنا من تنفیذ اول اتفاق بینهما باعطاء سمات الدخول بالمجان وهذه التسهیلات ستؤدي لمزید من التقارب.
وأضاف روحاني "بحثنا مع رئیس الوزراء العراقي اتفاقیات عدة بینها تصدیر الكهرباء وربط الشبكة الكهربائیة وانابیب الغاز بین البلدین، وایضا بحثنا اتفاقیة شط العرب وبدء اجراءات تطهیر مجرى الشط من المخلفات".
وتابع رئیس الجمهوریة الإيراني أن "هناك تأكیدات من الجانبین بشأن ربط السكك الحدید بین البلدین، وامور عدة اخرى، فنحن نطمح لزیادة حجم التبادل التجاري بین البلدین خلال الاشهر المقبلة، كما اننا بحثنا الاتفافیات المبرمة بشأن اقامة ثلاث مدن صناعیة".
وعبر روحاني عن أمله في أن یتم إجراء اتصالات جیدة لیس فقط بین ایران والعراق، ولكن أیضا في المستقبل بالنسبة لدول أخرى، مضیفا أن صادراتنا من الكهرباء والغاز والنفط إلى العراق سوف تستمر ونحن مستعدون في هذا الصدد.
وبالنسبة للعلاقات المالیة والنقدیة والمصرفیة بین البلدین، أوضح روحاني: اتخذت خطوات جیدة في الأشهر الأخیرة، ونتمنى أن نرى في الزیارة المقبلة لرئیس البنك المركزي إلى بغداد، استكمال هذه الخطوات للعلاقات المالیة بین البلدین.
وعد رئیس الجمهوریة الإيراني العلاقات التجاریة بین البلدین "جیدة للغایة"، وقال: إننا نهدف الى رفع حجم التجارة الى 20 ملیار دولار بین البلدین، ونأمل أن نصل إلى هذه النقطة في الأشهر والسنوات المقبلة.
وحول العلاقات العلمیة والبحثیة بین البلدین، لفت روحاني الى العلاقات الوثیقة والودیة جدا منذ القدم بین الحوزتین العلمیتین في النجف وقم، معربا عن الامل بالمزید من تعزیز هذه العلاقات الى جانب العلاقات العلمیة بین الجامعات والمراكز البحثیة.
واستطرد روحاني بالقول: لقد اتفقنا أیضا على إقامة مدن صناعیة مشتركة علي حدود البلدین، والیوم اتفقنا على أنه في الخطوة الأولى، سیتم إعطاء الأولویة لمدینة صناعیة في منطقة الجنوب ومدینة صناعیة غرب البلاد وفي إقلیم كردستان.
كما التقى رئيس مجلس الوزراء والوفد المرافق له قائد الثورة الاسلامیة ایة الله العظمى السید علي الخامنئي، وبحث معه عدداً من المواضيع التي تهم المنطقة والعالم الإسلامي.
 
نشاطات مشتركة
وعلى هامش زيارة رئيس الوزراء إلى العاصمة الإيرانية طهران، أعلن وزیر الطاقة الإيراني رضا أردكانیان أنه سیتم تصدیر ما یزید عن 1500 میغاواط من الكهرباء الى العراق.
وقال أردكانیان، عقب لقائه وزیر الكهرباء لؤي الخطیب انه تم تصدیر الكهرباء من إیران الى العراق ویتم تسدید المبالغ وفقا للمسار القانوني وما ینص علیه العقد المبرم بین الجانبین.
وأشار الى مذكرة التفاهم للتعاون بین إیران وقطاع صناعة الكهرباء في العراق على مدى ثلاث سنوات، التي أبرمت بین البلدین خلال الزیارة السابقة لوزیر الكهرباء العراقي الى إیران.
وأضاف أردكانیان انه تمت، خلال اللقاء، مناقشة النشاطات المشتركة المقررة على مدى ثلاث سنوات مع المنظمات العراقیة بهدف إعادة إعمار قطاع صناعة الكهرباء في هذا البلد.
على صعيد ذي صلة، عدت لجنة العلاقات الخارجية النيابية، زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والوفد الكبير المرافق له إلى طهران استكمالا للمباحثات التي اجراها الرئيس الإيراني حسن روحاني.
وقال رئيس السن للجنة النائب عامر الفايز، في تصريح صحافي: إن "انفتاح العراق على دول الجوار وخلق علاقات متوازنة معها هي سياسة العراق الجديدة من اجل اعادة اعمار العراق وتحسين قطاعاته صناعيا وسياحيا وزراعيا، فضلا عن تطوير التبادل التجاري لكل الاطراف".
واضاف الفايز، أن "زيارة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي والوفد الكبير لطهران تأتي استكمالا للمباحثات المهمة التي اجراها الرئيس الايراني روحاني للعراق، خاصة في مجال تفعيل اتفاقية اقامة منطقة صناعية بين البلدين".