كاظم شمعة... شاعر المفارقة الساخرة

ثقافة شعبية 2023/03/30
...

 راسم الاعسم


هو الشيخ كاظم حسن رحمن الجنابي المعروف بكاظم شمعة نسبة الى امه.

وهو شاعر وأديب وخطيب حسيني ولد في قرية الفاضلية التابعة الى قضاء سومر حاليا في محافظة القادسية عام 1890. 

هو احد الشعراء الذين لم يعد يتذكره الجيل الحالي من الشعراء الشباب، بل كاد اسمه يتلاشى من ذاكرة الادب الشعبي العراقي بسبب عدم جمع اشعاره في ديوان شعري والتي ظلت بعيدة عن القارئ ومتناثرة هنا وهناك لحفظها من الفقد والضياع، وقد تناها إلى سمعي ان هناك مخطوطة شعرية له ضمت معظم ما كتبه الشاعر لكنني ورغم محاولتي في الحصول عليها لكتابة دراسة عنها الا انني لم أوفق في الاهتداء 

إليها.

أمضى الشاعر معظم حياته في قرية الفاضلية لتي كان يسكنها الحاج صلال فاضل الموح رئيس عشيرة آل غانم الشمرية والذي بلغت شهرته مداها مع اخوته واقربائه وافراد عشيرته وكان هذا الشاعر من المقربين للشيخ صلال الموح .

 وقد عرف عنه امتلاكه للفطنة والذكاء اللماح وخفة الروح والدعاية وتوظيف السخرية في اشعاره ، ولديه اسلوب يسيطر به على نفوس الاخرين .وهو احد المبدعين في كتابة الشعر الملمع والذي كاد أن ينحسر الان ويعد من الانماط الشعرية الصعبة. ومعنى الملمع أن يأتي ببيت شعري شطره الأول فصيح والثاني شعبي بنفس الموضوع 

والمعنى .

 واصل شاعرنا الراحل عطاءه الشعري لسنين طويلة وترأس جمعية الشعراء الشعبيين في الديوانية في خمسينيات القرن الماضي .من اشعاره الوجدانية المليئة بالعتب والشكوى:

كلمن لدربه وچده وندل شريعة معبره

واني مثل بول الجمل ممشاي كله ليوره

ماحسبت جور الدهر لافكرت جوع وعره

ولاخفت اطيحلي ابمرض يصعب عليه اعلاجه

ولافصلتلي جسوه ناسي الحوادث نسوه

ظليت بس اكنس نوه لليسوه والمايسوه

ومن خدمتي وكنس النوه ماحصلت گلاجه

كلمن كرب وزرع وحصد واني كرابي ابصبخه

كلما اچثر بالبزر كاع الشماته اتطبخه

الناس لامتني اشكثر وكل جلمه جنها فشخة

ومن التفشخ والحجي راسي غده نجناجه 

وفي قصيدة كتبها شاكيا للأمام الحسين (ع) من مرض اصابه :

يبو زينب يبو السجاد وينك ياشهيد الطف

تدري بطلتي شنهي العارف عيب يتعرف

تدري بطلتي شنهي اودواها اعليك مايزحم

اوتدري بالصواب مجيد لايجبر ولا يلتم

اوتدري بالطبيب اريد من يوله فلا يرحم

وادري من تباشرني المرض عني تره يتلف

انت للكلافه اهديب منك دوم مشيوفه

وانته ادلل الخدام غيرك خادمه ايعوفه

امشي عليك ضلع امك واخوك الكَطعو اجفوفه

لغيرك لاتخليني اهبط راس امدن جف 

أشو كل يوم اكول اليوم واترجاك وتربه

اويجيني الليل اكضي الليل حسبه اجر بثر حسبة

غير الينهضم يشجي او يسولف هضمه لمعزبه


 وادناه بعض من ابيات شعر الملمع التي أبدع في كتابته وهي مقاطع من قصيدة كتبها في عتاب الى احد اصدقائه الذي هجره طويلا:

ايها الراغب في هجر الخليل

هاي تاليها اليخاوي خوته

ايها الراغب في قطع الوصال

كم عليك الدمع من عيني سال

هكذا منك جزائي الانفصال

وانت تدري الشوفتك صاير عليل

بس تجي تنزاح كلبي علّته 

فضلا عن ذلك فقد نظم العديد من شعر الزهيري ومنها هذه البيت : 

 فعلك تظنه حسن لاجن اهو كاسي 

حتى دعاني فلا يحله الشرب كاس

انت جساك الفرح واني الحزن كاسي

جلمه حجيت ويه غيده وجلمتي شنهي

تكلي انهج درب ما افتهم شنهي

شافتني هيبه تكلي مهنتك شنهي

كتله مومن يابعد ....... 

وفي العام 1961 وفي احدى الليالي من شهر محرم الحرام وبينما كان يعتلي المنبر بمجلس حسيني بمضيف الشيخ صلال الموح تعرض الى نوبة قلبية شديدة حيث فارق الحياة على اثرها بنفس المكان الذي كان يقرأ فيه وقد شيع تشييعا مهيبا كان الشيخ صلال الموح في مقدمة المشيعين حتى مثواه الاخير...... رحم الله الشيخ والشاعر والخطيب الحسيني المبدع كاظم شمعة ونأمل من ذويه ان يبادروا إلى جمع اشعاره في ديوان شعري لحفظها من الضياع والفقدان واحياء لذكراه الخالدة. .