وسط بيانات إدانة واسعة للتفجيرات الإرهابية التي طالت محافظة كركوك أمس الأول الخميس، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، الرئاسات الثلاث بعقد اجتماع استثنائي عاجل قبل عيد الفطر المبارك، للوقوف على أسباب الخروقات الأمنية والتفجيرات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت المحافظة، في وقت غرّد زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر، بشأن ما حدث في كركوك، بينما خاطب الحكومة بالقول «إما أن تتصرفي أو دعونا نتصرف».
وقال السيد مقتدى الصدر في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: إن «كركوك ضحية الفساد والصراع القومي»، داعيا الى «إنقاذ كركوك»، وأضاف ان «المحافظات الجنوبية ترزح تحت وطأة الفقر والفساد، ومحافظات الوسط قد أنهكتها الصراعات والفساد، وأما محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين والانبار و(الموصل) فقد ذهبت ضحية الطائفية والفساد»، مخاطباً الجميع بالقول: «اسمعوا وعوا وتداركوا الموقف قبل فوات الأوان».
وتابع، «فيا حكومة العراق اما ان تتصرفي او دعونا نتصرف.. عسى أن ننفع ولا نضر»، مشيرا الى ان «الشعب يعاني ويلات الجوع والتسلط والفساد بأقسى واعلى مستوياته».، وطالب بـ»كبح جماح الفاسدين واقصاء المتحزبين وابعاد المجندين عن تلكم المحافظات، ولتعلنوها محافظات منكوبة تديرها الرئاسات الثلاث بإشراف مباشر وبالتعاون مع الجيش والشرطة حصرا، والا فات الاوان».
من جانبه، طالب النائب الأول لرئيس مجلس النواب حسن كريم الكعبي، الرئاسات الثلاث بعقد اجتماع استثنائي عاجل قبل عيد الفطر المبارك لبحث أحداث كركوك ومحافظات أخرى، وشدد الكعبي في بيان على ضرورة «إبعاد هذه المحافظات عن الصراعات الحزبية والفئوية والسياسية ومحاولة البحث عن المصالح الضيقة»، مؤكداً أن «على الأجهزة الأمنية تحمل مسؤولياتها الكاملة من دون تقصير والتركيز على حفظ المدن وحماية أمن وسلامة المواطنين من مختلف المكونات فهي خط أحمر».
وأضاف، ان «على القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتنا وصنوفها لاسيما المتواجدة في كركوك والمدن التي حدثت فيها التفجيرات مؤخرا، مراجعة خططها الأمنية ومحاسبة المقصرين أيا كان منصبهم، والإسراع في القبض على الجناة».
كما أدان نائب رئيس مجلس النواب بشير حداد وبشدة التفجيرات التي هزت محافظة كركوك مساء الخميس، ودعا في بيان لمكتبه الاعلامي تلقته «الصباح»، «الحكومة الاتحادية والجهات الأمنية في المدينة الى ملاحقة الخلايا الإرهابية في عمليات استباقية والكشف عن الجهات التي تقف وراء هذه الخلايا، ومعالجة الخلل والخروقات الأمنية التي باتت تربك الأوضاع وتثير المخاوف والقلق لدى الأهالي».
عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عدنان الاسدي، أكد في بيان، ان «التفجيرات المتتالية في وسط كركوك تنذر بأخطار أمنية محتملة سواء على صعيد أمن كركوك أو أمن المحافظات الأخرى ومنها العاصمة في حال لم تتخذ الاجراءات الرادعة ومنها القيام بعمليات استباقية تستهدف بؤر وحواضن داعش في المدينة ومحاسبة الجهات المسؤولة عن حالة التراخي الامني هناك». أما محافظ كركوك راكان سعيد الجبوري، فدعا «الأطراف السياسية الى الابتعاد عن التصريحات المتشنجة التي تعمل على تأزيم الوضع في كركوك»، مطالباً رئيس اللجنة الامنية، ومكونات كركوك كافة «بالوقوف مع القوات الامنية والإبلاغ عن الحالات المشبوهة وتفويت الفرصة على من له نية للاصطياد بالمياه العكرة».
بدوره، أكد النائب عن تحالف الفتح عضو لجنة الامن والدفاع النيابية كريم عليوي، أن على الحكومة تفعيل دور الاستخبارات وإعطاء الحشد الشعبي مهمة ملاحقة فلول «داعش» في كركوك والنواحي المحيطة بها. كما دعت كتلة سائرون في بيان، الى إعادة بناء المؤسسة الأمنية على أساس مهني بعيدا عن التحزبات، مشددة على أنها ستعمل على ترجمة توجيهات السيد مقتدى الصدر بشأن الاوضاع في كركوك الى برنامج عمل.
وحملت الحركة القومية التركمانية، من اسمتهم بـ»السياسيين الانفصاليين» التفجيرات الاخيرة التي شهدتها كركوك، مؤكدة أن «عودة عقارب الساعة الى الوراء لا يمكن تحقيقها بهذه الاعمال القذرة»، على حد تعبير الحركة.
وحذر النائب عن كتلة التغيير الكردية هوشيار عبدالله، الأطراف السياسية في كركوك من مغبة الاستمرار في خلافاتهم التي كانت سبباً رئيساً في التدهور الأمني بالمحافظة، مؤكداً أن التفجيرات الأخيرة التي راح ضحيتها عدد من الأبرياء هي «جرس الإنذار» للقوى المتصارعة على النفوذ لتتوقف عن إثارة النعرات القومية والطائفية.
وكانت محافظة كركوك قد شهدت مساء أمس الأول الخميس انفجار 6 عبوات ناسفة، في شارع القدس والمحافظة وشارع بغداد بمحافظة كركوك، حيث أسفرت عن استشهاد شخصين وإصابة 38 آخرين بحسب إحصائية لوزارة الصحة.