طريق معبّد بالتضحيات الكبيرة

ثقافة شعبية 2024/05/02
...

 سعد صاحب


ونحن نرسل ارق التحايا الى اصحاب الزنود السمراء الكادحة، بمناسبة عيدهم الاغر المجيد، لا بد ان نستذكر رسالة الشهيد (اوغست سبايز) الذي اعدم جورا وبهتانا، بعد محاكمة جائرة غير منصفة، حيث القي عليه القبض في ذروة احداث الاول من ايار عام 1886 في شيكاغو، ولا بد ان نقرا رسالته الى ابنه الحبيب، التي يقول

فيها: 

(ولدي الصغير عندما تكبر وتصبح شابا، وتحقق امنية عمري، ستعرف لماذا اموت ؟ ليس عندي ما اقوله لك اكثر من انني بريء، وأنني أموت من أجل قضية شريفة، ولهذا لا اخاف الموت، وعندما تكبر ستفتخر بابيك وتحكي قصته لاصدقائك). 

ومنذ ذلك الحين ومواكب التضحيات 

مستمرة.

(افتخر بيه من اموت/ افتخر من تهتف باسمي الحناجر/ اقوه من كل ريح من كل صوت هادر/ يشتعل هذا الثلج نار ومواگد/ يشتعل نار ولهب هذا السكوت/ تصبح السكته مواويل واناشيد وقصايد/ فوك صدر الخاين المحموم نيران وحدايد/ فوك صدر الثاير المعدوم تتمرجح گلايد/ من ذهب من ماس من اغلى الجواهر/ والحبل ملتف على الرگبه خشن والخيط جوت/ وانته لو يوصل خبر موتي الك يا زين افرح/ هاي وادمنه تغني لكل مناضل/ وبزغاريد ومواويل واغاني تزف بطلها الما تزحزح/ عن مكانه وما تراجع عن ثبوت/ من بعد موته صبح ايار عيد/ صار بجفوف البنات اسوار وبتوت ومعاضد/ صار ثوب الكل طفل عاري جديد/ صار للحلوات محبس من عقيق/ صار شوكه بعين ذيب وعين 

حوت).


شجاعة

الشجاعة الفائقة من قبل العامل المعدوم، حرضت العمال الاخرين على التمرد والثورة والاحتجاج، وحينها طافت جمهرة من الابطال بتظاهرة سلمية في شوارع شيكاغو، المعبدة بالنار والموت والدماء والحديد، مطالبة بسن قوانين جديدة لا تهدر بها الحقوق واهمها : زيادة الاجور وتحديد اوقات العمل بما يناسب طاقة الانسان.

(هاي دنياتك خيار/ بين لحظه من المجد ما بين عار/ وانته كيفك لو بطل تصبح تريد/ لو تريد الموت والذل والخفوت/ والبشر مهما يعيش بيوم لابد/ يترك الدنيه ويسافر/ يترك الدنيه ويموت/ بس فرق ما بين موت انسان غادر/ بين موتة طير فوگ اشجار توت/ شايل بروحه عشگ هذا الوطن مثل الهويه/ ما يخاف الموت والتعذيب ما يخشى المنيه/ گال خليني اموتن من اجل اشرف قضيه/ اعبر بحور المنايه وللمجد 

شامخ افوت).


معنى

العمل يعطي الى الناس قيمة ومعنى وهدفا واضحا في الحياة، يكون مرتبطا بالمستقبل الزاهر السعيد، من خلال مواكبة العالم المتطور، وانصاف المظلومين الفقراء، وتطوير قدراتهم في شتى الميادين، وعلى رأسها بناء الشخصية القيادية المؤثرة في المجتمع، المؤمنة بالمواطنة وتكافؤ الفرص وتحسين الانتاج وغرس قيم العدالة 

الاجتماعية.

(بالمصانع كل فجر يدوي الضجيج/ كل فجر يدوي الهتاف/ هاي عمال الوطن طافت على المعمل طواف/ يشبه هوايه طواف العابد بنص الحجيج/ والبنات بشوگ تكتب بالرسايل/ يا بخت من تهوه واحد/ يگعد من الغبشه يمشي اعلى المعامل/ دون كنداغ اليشربه ودون حتى فكوك ريج/ بس خبز وي جاي ياكل/ بس اغاني الوادم التعبانه قوت/ من يمر بينه العصر لابس بدلته الزرگه يسبي/ والجماله العين تربي/ بالجفافي تلوح احديثات ديرتنه اعلى شوفك من بعيد/من تشوفك طالع اعلى المسطر المحبوب گاصد/ ينفعل حتى الحجر ذاك الصموت).