لماذا يَصرُّ البعض على ارتداء البدلات الرسميَّة؟

منصة 2024/07/28
...

 بغداد: نوارة محمد


مع ارتفاع  درجات الحرارة المتسارع تطرح تساؤلات عديدة، تتعلق بمدى وعي سكان كوكب الأرض في هذه البقعة لاتقاء حر الصيف يكاد أن يكون شبه معدوم، فالعراقيون غالباً ما يفضلون قضاء مهامهم في ساعات الظهيرة تصل درجات حرارتها لحوالي 50 درجة مئوية، وكثر منهم يخجلون من حمل مظلات شمسيّة أثناء خروجهم، ويصرّ فريق كبير على ارتداء ملابس بأقمشة ثقيلة وغير مريحة، ولا يكاد العراقي أن يبدأ يومه من دون تناول كوب الشاي الساخن!

تقول زينة عماد إن هذا الطقس "لا يٌطاق لدرجة أننا لا نحتمل الوقوف تحت أشعة الشمس لدقائق، فكيف أن تعج الشوارع في عّز الظهيرة بالمارة، وكيف أن الأسواق تمتلئ بالناس، وكيف أن طوابير المعاملات تصّل مئات الأمتار! إنه لأمر في غاية الصعوبة.
تؤكد عماد وهي طبيبة متخصصة بالأمراض الجلدية أن "الأفراد عموما يجهلون مخاطر هذه الأشعة على الجلد والبشرة وعلى أجهزة الجسم كافة، ومن الضروري اتباع طُرق الحماية عند البقاء تحت هذه الشمس لأوقات طويلة".
 وتتابع: وإذا ما اضطر أحدهم للخروج، فيجب عليه اتباع خطوات وقائية، كأن يضع على رأسه عازلا بهدف أن تلامس الشمس مباشرة، أو يحمل مظلة شمسيّة، للوقاية من خطر الأشعة الشمسيّة الحارقة في عّز الظهيرة، على الأقل.
ويذكر اسامة ناجي، أنه ليس هناك حلول أخرى، فمن يعمل كسائق "تاكسي" عليه أن يخرج في النهار حتى المساء، لاسيما أن حيواتنا كلها تبدأ عند ساعات الصباح الأولى، بدءا من دوام الموظفين والمؤسسات الحكومية، مرورا بالطلبة، وليس انتهاءً بالعاملين والمواطنين، كل هذا يجعلنا مجُبرين العيش تحت خمسين درجة مئوية.
يقدم الدكتور سامر حسن وهو يتحدث لـ "الصباح" نصائحه للحفاظ على السلامة والصحة الجسدية خلال هذه الأيام الحارقة: شرب الماء بكميات كبيرة وكافيه خطوة أساسية  للحفاظ على برودة الجسم في هذه الأيام الحارة، والميل نحو المشروبات الباردة لمعادلة درجة حرارة الجسم، ولتجنب الوقوع بمشكلة الجفاف الذي يسببه التعرق المفرط علينا شرب الماء بكميات كبيرة حتى وإن لم نكن بحاجة لذلك، إلى جانب هذا كُله أنصح بعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس لتجنب الاصابة بضربة الشمس والإعياء والدوخة الشديدة.
أما مصممة الأزياء الاء عادل وهي إستاذة جامعية فتقول: في هذه الأوقات يُفضل ارتداء الألوان الفاتحة الباردة، الفضفاضة المريحة، هذه الألوان تساعد الجلد على سحب كميات كافية من الهواء، المصنوعة من القطن مثلا، أو الاقمشة الـ (لنن) والحرير، والابتعاد عن الألوان الداكنه لقابلياتها على امتصاص الحرارة.
وتتابع: لست أدري لماذا يَصرّ الموظفين وأغلب  أصحاب المراكز المهنية على ارتداء البدلات الرسمية! في فصل كهذا؟ ولماذا لا يهتم المجتمع العراقي بثقافة الأزياء على حسب الطقس والأماكن، إن اختيار الأقمشة والقّصات المريحة تؤثر بشكل كبير على طريقة تعاملنا مع المحيط، وهي تمارس دوراً في التأثير على سلوك الأفراد، فالشعور المريح يمنح شعورا ايجابيا.