اصبح الطفل العراقي مثل غيره من اطفال العالم مدمنا على استخدام الانترنت عبرالهواتف النقالة الذكية او الحاسوب، مما يسبب امراضا خطيرة تهدد حياتهم، منها تأخر الكلام عند البعض والانحراف الاجتماعي والاخلاقي،وهناك ايضا فوائد للانترنت اذ يشكل مكتبة عامة تتضمن جميع المعارف للاطفال والالعاب المسلية والفديوهات التربوية، كما يمثل وسيلة اتصال صوتية ومرئية وصورية بين الافراد. ويعد وسيلة للتعليم عن بعد.ويمكن من خلاله عقد الاجتماعات وتقديم محاضرات بالصورة والصوت.
مخاطره ومضاره
امام هذه الفوائد الكثيرة،هل يخلو الانترنت من مضار وعيوب تفسد متعة الاطفال وتؤثر في تفكيرهم واخلاقياتهم؟ الاجابة نعم.. هناك مجموعة من المخاطر المؤذية والتوجهات المعادية والمختلفة عن تقاليدنا كتبادل ملفات وصور غير لائقة ومفسدة وتحميل وثائق وكتب ومعلومات منه دون مراعاة حقوق الملكية. ليست له قواعد ارشادية وسلوك منضبط, بسببه يهمل الاطفال دراستهم يسبب تراجع اخلاقهم، كما يؤدي الى جوانب اكثر بشاعة لعل اهمها الاطلاع على مواقع الكراهية والاديان الجديدة التي لاتنسجم مع اخلاقيات ديننا الحنيف او الجرائم التي يحتويها او الاعتداءات الجنسية والملاحقات المؤذية للغير او الافلام الاباحية.
متابعة الابناء
يقول الدكتور(سعد ابراهيم جوران) في دراسة له عن سبب الادمان لدى الاطفال المقدمة الى مؤتمر بيت الحكمة: ان 6 بالمئة من مستخدميه مدمنون عليه ، ولابد من معالجته من خلال الاعتماد على ماهية العلاقة بينهما:هل الانترنت وسيلة ام هدف؟وهل هو عنصر في الفضاءالتربوي؟ ويلاحظ الباحث ان العناصر التالية (عناصر تربوية، وهي العائلة والمجتمع والمدرسة والعولمة). اما الانترنت فهو وسيلة الكترونية صنعت ليستخدمها الناس بكافة الاعمار، والنتيجة ان الفضاء التربوي يحتاج الى عناصر فكرية وعاطفية وحركية في العناصر التربوية التي تحدثنا عنها.ويحدد الباحث بعض اوجه وحالات تدخل العائلة فيشير الى انه اذا توفرت جميع الجاذبات، فأن ما بعدها هو تحكم الوالدين بمتابعة وارشاد الابناء بخطة يومية او اسبوعية من دون وجود وعي لدى الابناء، بحيث يتجهون الى الجاذبات. وعند ذلك ينمو بشكل متوازن.اما في حالة غيابها فأن الشخصية تتجه بشكل عشوائي الى جاذب اخر يجذبها وعندها يكون اهم جاذب للطفل ويجعله مستريحا وبالتالي مدمنا عليه.
تاثيراته
ويؤكد الباحث ان هناك تاثيرات قوية على الطفل من الانترنت منها شل مواهبه دون وعي منه،ويصبح متلقيا فقط.وبمرور الايام يصبح راضخا لارادة الانترنت.ويؤثر في تعلم الطفل بعد السنة الاولى من عمره على اللغة والتحدث ، لذا نجد الكثير من الاطفال يعبر السنة الثالثة والرابعة ولايستطيع التكلم.
العلاج
ولمعالجة الظاهرة ينصح الدكتور سعد جوران باتباع هذه الوسائل التالية: يضع الوالدان خطة علاجية بالتنسيق مع المدرسة والاقارب بدون علم الابناء.التعرف الدقيق على طبيعة شخصيات اصدقاء ابنائهم من الجيران او
المدرسة.
وضع جدول زمني لاوقات الابناء تتوزع على فقرات، المدرسة، النوم الدراسة،اللعب الفردي بضمنها العاب الموبايل والحاسبة، الترفيه اليومي، الترفيه الاسبوعي.وضع الموبايل بيدهم وقت اللعب، ومراقبة المواد التي يشاهدونها بشكل دقيق. ويضيف الباحث على الوالدين تقديم النصائح للابناء بان الانترنت فيه مضارومواقع سيئة، وتحديد المواقع مسبقا حتى لايدخلوا الى المواقع الضارة، او تخزين الالعاب والمواقع المفيدة لاسيما الاطفال بعمر خمس سنوات فما دون، وضع رقم سري في الهاتف لايفتح الا عبر الوالدين للسيطرة على الوقت، وعدم افساح المجال للابناء في التصرف الكيفي حتى ان كان الوالدان خارج المنزل.تحذير الابناء من الاصدقاء غير المعروفين تجنبا للمفاجآت غير السارة. تحديد وقت استخدام الانترنت.مساعدتهم على التعرف على المواقع التعليمية والمفيدة. مع كل ما تقدم يخلص البحث الى ان الانترنيت وسيلة اعلامية تربوية ثقافية.ومزاياها السلبية اقل من فوائدهاوذلك يعتمد على من يحسن استخدامه ،وادمان الاطفال يأتي ليس منه بل من عدم وجود رقيب ومرشد، فضلا عن غياب الفضاء الاجتماعي من عناصره الجاذبةوتنسيق الوالدين مع المدرسة بتنفيذ البرنامج التربوي في متابعة ابنائهم.