بيروت: جبار عودة الخطاط
طهران: محمد صالح صدقيان
ليلة عصيبة عاشها جنوب لبنان، ليل السبت على الأحد، بعد عملية قصف مجدل شمس في الجولان، ما أدّى لمقتل 12 شخصًا من طائفة الدروز الموحدين، وسارعت إسرائيل إلى لصق مسؤولية ذلك بحزب الله الذي نفى بشكل قاطع؛ مؤكّداً أنّ لا علاقة له بالحادث على الإطلاق. وبغية تدارك الموقف المتفاقم، أعربت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، وقائد بعثة "اليونيفيل" العام الجنرال أرولدو لاثارو، عن استنكارهما "مقتل المدنيّين من أطفال صغار ومراهقين في مجدل شمس"، وشددا على أنّه "يجب حماية المدنيّين في جميع الأوقات"، وحثا في بيان مشترك، أمس الأحد، الأطراف على "ممارسة أقصى درجات ضبط النّفس، ووضع حدّ للتّبادل المكثّف والمستمر لإطلاق النّار، الّذي قد يشعل صراعًا أوسع نطاقًا، من شأنه أن يغرق المنطقة بأكملها في كارثة لا يمكن تصوّرها"، وذكرا أنّ "اليونيفيل ومكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان، يجريان اتصالات مع كلّ من لبنان وإسرائيل".
رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، بدوره كانت له متابعة مباشرة لتطورات الوضع المتأزم في الجنوب، وقد تلقى اتصالاً من بلاسخارت، شدد خلاله على أنّ "لبنان الذي تتعرض قراه الجنوبية، لاسيما الحدودية منها، منذ ما يزيد على 9 أشهر، لعدوان إسرائيلي متواصل، وبالرغم من الانتهاكات الإسرائيلية الفاضحة والصريحة لمندرجات القرار 1701؛ إلا أن لبنان ومقاومته ملتزمان بهذا القرار وبقواعد الاشتباك بعدم استهداف المدنيين". وأوضح، أن "نفي المقاومة لما جرى في بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل، يؤكد بشكل قاطع هذا الالتزام وعدم مسؤوليتها ومسؤولية لبنان عما حصل".
بينما أشار الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إلى أن "استهداف المدنيين أمرٌ مرفوض ومدان، وتاريخ وحاضر العدو الإسرائيلي مليء بالمجازر التي ارتكبها ويرتكبها ضد المدنيين من دون هوادة، والدعوة للجميع في لبنان وفي فلسطين والجولان إلى تجنب أي انزلاق أو تحريضِ في سياق مشروع العدو التدميري"، وأكد أنه "في ضوء بيان حزب الله الذي ينفي علاقة المقاومة الإسلامية بما حصل في مجدل شمس، فإننا نشدد التحذير والتنبيه ممّا يعمل عليه العدو الإسرائيلي منذ زمنٍ بعيد لإشعال الفتن، وقد أسقطنا هذا المشروع في السابق، وإذ يطل برأسه من جديد فنحن له بالمرصاد إلى جانب المقاومة، وكل المقاومين الذين يواجهون الاحتلال الإسرائيلي".
على الضفة الأخرى، زعم وزير الخارجيّة الإسرائيليّة يسرائيل كاتس، أنّ ما أسماه (هجوم حزب الله) على مجدل شمس "تجاوز كلّ الخطوط الحمراء، وسيكون الردّ وفقًا لذلك"، ونقلت القناة 12 الإسرائيليّة، عنه قوله: "نقترب من حرب شاملة مع حزب الله، ولا شكّ أنّنا سندفع ثمنًا، لكنّ الحزب سيدفع ثمنًا أكبر". بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي: "إنّنا نرفع بشكل كبير جاهزيّتنا للمرحلة المقبلة من القتال في الشّمال، وبالتّزامن مع ذلك نخوض القتال في غزة"، مضيفًا أنّ "واجبنا هو إعادة السكان إلى الشّمال بأمان إلى البيوت، في كلّ الشمال- الجليل وهضبة الجولان". في الأثناء، حذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، إسرائيل من مغبة القيام بأي مغامرة جديدة ضد لبنان بذريعة حادثة "مجدل شمس" في الجولان المحتل. ورأی كنعاني، أن الكيان الإسرائيلي بعد أشهر من عمليات الإبادة الجماعية والمجازر المرتكبة بحق الأطفال والنساء في قطاع غزة، يسعى بسيناريو مفبرك، إلى صرف انتباه الرأي العام العالمي عن جرائمه الواسعة في فلسطين.
ووصف الاتهام الإسرائيلي ضد حزب الله بمسؤوليته عن مجزرة مجدل شمس، بأنه لا يحمل "أدنى أهلية أخلاقية للتعليق والحكم على الحادثة".. في إشارة منه لنفي تحمل حزب الله مسؤولية القصف الذي استهدف تجمعاً مدنياً في مجدل شمس في الجولان المحتل .
ودعا الحكومة الأميركية إلى التوقف عن مساعدة إسرائيل بالسلاح وأسلحة الدمار الشامل "وتحمل مسؤوليتها الدولية والأخلاقية في العمل من أجل السلام والأمن العالميين، ومنع الكيان الصهيوني من إشعال نار جديدة سيطول لهيبها الصهاينة".