دخان

ثقافة 2024/07/30
...

 جبّار الكواز

(1 )
كلما رأيتُه في الأفق
ازداد لهوا
بالريح..
فلا هي تقيّد اسمَه
في زفير الغابات
ولا في كؤوس القتل المجاني.
هكذا يأتي
بلا تحية ويُغادر
 مستفزاً
ظمآناً
في الآبار.
 (  2)
قبل أن تيبّس الحقول
وتقطع الأشجار
وتنشف أضرع البقرات
السمان
وتشلُّ الريحُ
وتنازع الأرواح
كان في أول حالات
نطقه
يمسك أرواحنا
بالخوف
ومصائرنا
بالابتسام
وقبورنا
بالجدران الصم
الدخان.
(3)
 لا دخان في
 منزل "سلام كاظم"
ولا بئرَ في الأطلس الكبير
لا أسماك في القاع
فقد فززتها
طلقات الجمر
وصار في كلِّ مكان
نرتاده الدخان.
(4 )
يسأله التجار الجوف
يسأله رجال الدين الأشراف
يسأله الرضيع
يسأله رجل النرد
لا تسأله
 الوردة عن دعم الموت
ولا حكايات المدن
الغرقى.
لا يسأل عن
العملات المزيفة
هو يسأل في الحلة
عن "محمد" المقتول
على شاطئ الفرات
ذات دخان.
(5)
لا أمان في البلاد
خطواتهم شلاء
عيونهم عقارب صفر
وتحدبات ظهورهم
أقراص تمر في
زقاق الجوع
سيقول لك: لا
وما.. ولم.. ولن
 ندفع "أتاوة"
لكل عساس لئيم
ليقول: تعال
لا ملح هنا.
ولا قرص شعير.