عشاء باريسي

الصفحة الاخيرة 2024/07/30
...

د. علاء هادي الحطاب


تستثمر الدول مناسباتها الكبيرة التي تجمع فيها دولا أخرى لأمم مختلفة، لتعبر فيها عن هويتها وحضارتها وموروثها الاجتماعي التقليدي، في محاولة لتعريف الأمم الأخرى طبيعة تلك الهوية والحضارة، وهكذا درجت العادة في المحافل الدولية.
ما حصل في حفل أولمبياد باريس وتصوير لوحة العشاء الأخير للرسام الإيطالي الشهير ليوناردو دافنشي، وتحويل تعبيراتها إلى دعاية للمثلية، محاولة أقل ما يقال عنها إنها دعاية قذرة مخالفة لقوانين الطبيعة البشرية التي تأبى " منطقا وعقلا" ما تدعو إليه، الأمر الذي أثار موجة سخط ليست دينية في أوربا فحسب، لكونها أساءت للسيد المسيح، بل أثارت استهجان كل الحاضرين والذين شاهدوا هذا العرض من خلال شاشات التلفاز أو منصات التواصل الاجتماعي، لأن النفس البشرية السليمة ترفض تغيير منظومة العلاقات الإنسانية وفقا لرغبات بعض المرضى أو المختلين نفسيا.
هذا الأمر يقودنا بطبيعة الحال إلى المرحلة التي تعيشها أوربا خصوصا والعالم عموما في هذا الموضوع، وإهمال معالجته اجتماعيا ونفسيا من قبل المختصين مؤسسات أو أفرادا، فضلا عن الدول، وفق قوانين صيغت لتحمي بطريقة أو بأخرى هذه الجماعة وهذا التوجه الذي يغازل في طروحاته الفتيان والمراهقين من كلا الجنسين، تحت يافطة الحرية الفردية، متجاهلين ارتدادات ذلك على الطبيعة
 البشرية.
شخصيا، لا ندعو للعنف في التعامل مع هذا التوجه وهذه الجماعات، بل ندعو لحماية مجتمعاتنا من تفشيها بيننا وفق قوانين وإجراءات تعالج الظاهرة لا
 تقاتلها.
مسؤولية ذلك ملقاة على عاتقنا جميعا أفرادا ونخبا ومؤثرين اجتماعيا ودينيا ومشاهير ومؤسسات رسمية ومنظمات مجتمع مدني غير حكومية، لأن المشكلة كبيرة، إذ بتنا نشاهدها ولو بشكل محدود، لكننا في الأقل نلحظها بين الحين والآخر، وهذا يتطلب دراسة منهجية وعلمية لمواجهة هذه الظاهرة والحد منها للحفاظ على
 مجتمعاتنا