عناكب سامّة

الأولى 2024/07/30
...

أعرف قصصاً عن الابتزاز الإلكترونيّ ما كنت أحسب أنْ أسمع عنها أو أراها إلا في الأفلام البوليسيَّة. أصبح كثيرٌ من ضعاف النفوس يتفنّنون بإيقاع الآخرين في مصائدهم بغية ابتزازهم لغرض المال أو لاستدراجهم إلى ممارسات غير أخلاقيَّة. وعادةً يبدأ الأمر بمحادثة في إحدى وسائل التواصل تتبعها أخرى فأخرى إلى أنْ ينسج العنكبوت بيت الثقة الواهن ساحباً صوراً وفيديوهات خاصَّة، حينها يكشف المبتزّ عن وجهه الحقيقيّ.
الضحايا نساء غالباً، ومن المراهقات على وجه الخصوص، لأنهنَّ يخشينَ الفضيحة أكثر من سائر الناس ولأنَّ العرف لا يحميهنّ ولأنَّ الأسر تتسامح مع أخطاء الذكور لكنَّ أخطاء الإناث في مجتمعنا تنتهي عادةً بالدم، دم الضحيَّة للأسف لا دم المجرم!
المراهقون دائماً وأبداً كثيرو الأخطاء بسبب عاطفتهم المشبوبة واندفاعهم. في الماضي، أيْ قبل الإنترنت كانت أخطاء المراهق لا تتجاوز بيته أو شلّته المقرّبة أو زقاقه، أمّا اليوم فإنَّ الأخطاء موثقة بالصوت والصورة والفيديو وهذه هي أسلحة المبتزين.
أردتُ من هذه المقدّمة توجيه التحيَّة لجهاز الأمن الوطني الذي ينشط هذه الأيام في ملاحقة المبتزين إلكترونياً، مبتزي الفتيات وطالبات المدارس خصوصاً، فخلال ستة أشهر ألقى الجهاز القبض على أكثر من 600 مبتزّ إلكتروني حاول اصطياد فتيات وتهديدهنَّ بإرسال صورهنَّ إلى ذويهنَّ .
تزامنت هذه الحملة مع زيارات من قبل ضباط الجهاز إلى مدارس البنات لغرض توعيتهنَّ بما عليهنَّ فعله قبل حدوث الابتزاز
وبعده.
تحيَّة لجهاز الأمن الوطني الذي يمزّق شباك هذه العناكب السامّة.