ساعات ذائبة

الصفحة الاخيرة 2024/07/31
...

 بغداد: محمد إسماعيل 

كثيرون ما زالوا يقتنون الساعات القديمة الأصلية.. السويسرية والألمانية (جناية) بعضهم يجلب لي ساعة تعود لجده او للعائلة..

ورث الأسطة محمد حسن شكارة الأعرجي، تصليح الساعات في سوق الهرج من أجداده.. وقال شكارة: أعمل بتصليح الساعات منذ 1968 ورثتها عن جدي لأمي، الذي يحترفها منذ 1920 في الكاظمية، منتقلاً الى سوق الهرج قرب مرقد الشيخ عثمان بن سعيد العمري، منتظماً الى جانب أربعة عشر مصلح ساعات في السوق، مواصلاً: كانت الساعات تصنع يدوياً ولا يملكها إلا المتمكنون مادياً لغلاء ثمنها، وبمرور الزمن وتحسن معيشة الفرد ودخول ساعات متطورة ومعقولة الثمن، راح أصحاب الشركات يبيعون الساعات بالتقسيط الرمزي.  وأوضح المصلح محمد: كثيرون ما زالوا يقتنون الساعات القديمة الأصلية.. السويسرية والألمانية (جناية)، بعضهم يجلب لي ساعة تعود لجده او للعائلة.. متوارثة من الأربعينيات او الخمسينيات أصلحها، وفي كل مرحلة تطلب الناس ساعات من شركة معينة.. مثلا في العشرينيات (اولما) السويسرية وفي السبعينيات (ستزن) وغيرها من الماركات (فلكة) و(رادو) و( ميكا) من مناشئ متعددة السويسري والالماني والياباني والروسي.. وهناك ساعات تعمل بالسحب مثل (أم العصفور) التي تتوزع بين: ألمانية تسحب كل أربع وعشرين ساعة، ويابانية تعمل بالباتري ويستبدل كل سنة أو ستة أشهر، منوهاً بأنني عاصرت أحداثاً تاريخية، مثل انقلاب 8 شباط 1962 في شارع الرشيد، وخلال الستينيات كان هذا الشارع يكتظ بالناس.. بيعاً وشراءً، يفتح من الصباح الباكر الى ساعات متأخرة من الليل، أما الآن فيفتح من الصباح إلى الرابعة عصراً.