القدس المحتلة: وكالات
انسحب جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، من شرق محافظة خان يونس جنوب قطاع غزة بعد أكثر من أسبوع من تنفيذ عملية برية رغم إعلانه مسبقاً أنها ضمن «المناطق الآمنة»، فيما يواصل توغله بمناطق جنوب المدينة.
ومنذ ساعات الصباح أمس، بدأ عشرات الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم شرق خان يونس التي نزحوا منها مع بدء العملية في 22 تموز الجاري. وأفاد شهود عيان بأنه جرى انتشال عدد من جثامين الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش شرق خان يونس، فيما لم تعلن مصادر طبية عن العدد الرسمي بعد.
كما كشف الانسحاب الإسرائيلي عن دمار كبير لحق بمقبرة بلدة بني سهيلا شرق المحافظة التي داستها الآليات العسكرية، فيما قال شهود عيان إن بعض القبور تعرضت للنبش. ويأتي الانسحاب بعد ساعات من قصف مدفعي تعرضت له خان يونس، خاصة المناطق الشرقية منها، ولم يعلن الجيش عن انسحابه.
وفجر الثلاثاء، قال جهاز الدفاع المدني في بيان إن طواقمه انتشلت جثمان فلسطينية و6 مصابين جرَّاء قصف شقة سكنية تعود لعائلة “أبو شاويش” شمال خان يونس. ومنذ مساء أمس الأول الاثنين، قصفت المقاتلات الإسرائيلية عدداً من المنازل في محافظة خان يونس ما أسفر عن سقوط إصابات.
وفي مدينة غزة، قصف الجيش الإسرائيلي كنيسة القديس برفيريوس (شرق) التي تضم عشرات النازحين الفلسطينيين من الطائفة المسيحية، وأفادت مصادر ميدانية بوقوع عدد من الإصابات جرَّاء قصف الكنيسة، والذي يعد الثاني من نوعه منذ بداية الحرب. وقالت مصادر ميدانية إن فلسطينيين انتشلوا نحو 8 جثامين لمواطنين قتلوا بقصف منزل في محيط شارع 8 جنوب مدينة غزة.
وبدعم أميركي تشنُّ إسرائيل منذ 7 تشرين الأول حرباً مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
من جانب آخر، قالت صحيفة “التايمز” إن بريطانيا أجّلت قرار حظر مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل لأسابيع، بعد أن صدرت أوامر للمسؤولين بمراجعة الأدلة على جرائم حرب محتملة من العدوان الإسرائيلي في غزة.
ويواجه وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، ضغوطاً من نواب حزب العمال للقيام بإعلان عن حظر شامل على تصدير الأسلحة، في حين يفضل الوزراء تعليق تراخيص تصدير أسلحة محددة يمكن ربطها بالجرائم المشتبه بها في غزة.
وتعد صادرات الأسلحة البريطانية إلى إسرائيل متواضعة نسبياً مقارنة بالولايات المتحدة، إذ بلغت قيمة مبيعات الأسلحة البريطانية لإسرائيل 18.2 مليون جنيه إسترليني فقط العام الماضي. ومع ذلك، هناك تردد من المساس بدور للمملكة المتحدة في بناء مقاتلات أف - 35، والتي يقول نشطاء الحملة إنها استخدمت في قصف غزة.
وتشكّل قضية مبيعات الأسلحة واحدة من عدة نقاط توتر محتملة في العلاقات بين بريطانيا وإسرائيل، والتي شهدت توتراً منذ تولي حزب العمال الحكم.
من جهتها، وضعت منظمة أوكسفام الخيرية مجسماً لقنبلة من طراز مارك 84 تزن ألفي رطل، وهي واحدة من أثقل القنابل التي تستخدمها إسرائيل في قطاع غزة، أمام البرلمان البريطاني. وكتبت المنظمة على المجسم “أوقفوا تسليح إسرائيل”، وذلك في الوقت الذي نشرت فيه تقديرات بأن نحو 7 آلاف فلسطيني سيقتلون أو يصابون في غزة خلال العطلة الصيفية للبرلمان التي تستمر 33 يوماً.