لا أحد سينسى

الأولى 2024/08/04
...

 كتب: رئيس التحرير


لا شيء يمكن أنْ يعوِّض الإيزيديين عمّا لحق بهم قبل عشر سنوات على يد أعتى وحوش الأرض. كانت إبادة جماعيَّة كاملة الملامح ضدَّ شعب شديد الحساسيَّة بسبب محافظته وتعاليمه المسالمة ونأيه عن التدخّل في شؤون سائر المكوّنات الأخرى.

لا أظنّ أنَّ عراقياً لم يُصدم حدَّ الشعور بالعار لما لحق هذا المكوّن البريء من قتل بالجملة لرجالهم وأطفالهم وسبي لنسائهم وبيعهنَّ كجوارٍ في المناطق التي كان يحتلها التنظيم الإرهابيّ، ووصل الأمر إلى نقلهنَّ إلى دول الجوار. تتحدث الروائيَّة "أليف شافاق" أنها شهدت قبل فترة العثور على مسبيَّة إيزيديَّة في بيت بأنقرة كانت محتجزة هناك كجارية.

هذه المأساة الإنسانيَّة تتحمَّل وزرهاـ بالإضافة إلى التنظيم الأسودـ دول كبرى كانت تتخادم وإياه ودول صغرى كانت تدعمه

علناً. 

والتذكير بها دائماً ضرورة أخلاقيَّة كبرى لكي تكون شاهداً على مدى ما يمكن أنْ يصل إليه القبح الإنسانيّ وهو يستثمر المقدّس لأغراض دنيئة، ولئلا يُغمض الإنسان عين ضميره مرة أخرى فيجد نفسه وقد تحوّل إلى وحش كاسر.

أمس وقف العراق كله دقيقة صمت حداداً على هذه الفاجعة وتذكيراً بها، وهي بادرة لها أهميتها الكبيرة مع علمنا أنَّ الجرح أكبر من أنْ يضمَّد أو أنْ يشفى.

الجرح الإيزيديّ استثناء في قائمة الجراح التي ألمَّت بالعراق، لأنَّ له مسّاً بشرف عراقيات طاهرات، ولأنه وقع على أكثر الفئات العراقيَّة مسالمة وبراءة.

لا أحد سينسى ما حدث، لئلا يحدث مرةً أخرى!