كتب: رئيس التحرير
خلال عقدين من سنوات عمر العراق الجديد، نشأ سياج من عدم الثقة بين الجمهور وأداء الوزارات، الخدميَّة منها على وجه الخصوص. ولم ينفع خلال كلِّ تلك السنوات المنصرمة أنْ تستعيض الحكومات السابقة بالجهد الإعلاميّ الموجَّه بديلاً عن إنجاز حقيقيّ يسمع عنه المواطن ولا يراه عياناً.
وعلى أيَّة حالٍ فإنَّ جهد وسائل الإعلام التي تروم إقناع الناس بنجاح وزارة ما، سيذهب هباءً إنْ لم يكن هناك إنجاز فعليّ، أو إنْ لم يقتنع المواطنون به، فكما يقال في التسويق إنَّ الزبون دائماً على حقّ، كذلك الجمهور دائماً على حقّ لأنه الفيصل في الحكم على حياته.
اليوم نشهد تصدّعاً في جدار انعدام الثقة هذا، حيث بدأ المواطن يتلمّس تغييراً ملحوظاً على الأرض يُشعره أنَّ جهداً يُبذل في قطاعات تمسّ حياته اليوميَّة، وأنَّ جهداً آخر أكبر مبذولاً ستكون له آثار مستقبليَّة من شأنها حلّ أزمات مزمنة. وما تقوم به وزارة الإعمار والإسكان مثال جليّ على ذلك.
الدعوات لتقييم عمل الوزارات من قبل لجانٍ مستقلّة، ومثلها المطالبة بأنْ تحذو الوزارات الأخرى حذو هذه الوزارة وبعض الوزارات الأخرى النشيطة، تكشف عن تغيير كبير في رؤية الجمهور لما يجري. وتُثبت أنَّ انعدام الثقة ليس أمراً حتميّاً مؤبّداً، وأنَّ العمل المخلص يمكن له أنْ يُذيب الحواجز التي أقيمت بين الناس والمؤسَّسة.الجمهور العراقي لم يكن يطالب بالمستحيل، كان يريد أنْ يرى الممكن بعينيه، وحين بدأ يراه الآن فإنَّ الثقة حضرتْ وحضر معها أمل بغدٍ أفضل من أمس وأول أمس!